-موقع الاستقلال-
ألا فاعذروا اللسن الحِداد فصمتها :: لفقد الكريم بن الكريم حِدادها
علمت ببالغ الحزن وعميق الأسى بوفاة الوجيه المنفق الشيخ محمد الحسين ولد حبيب الله.
توفي الشيخ بمدينة جدة في المملكة العربية السعودية، وصلى عليه المسلمون صلاة الجنازة بعد صلاة الفجر في المسجد الحرام، و ووري جثمانه الثرى اليوم الجمعة في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة.
ينحدر الفقيد من أسرة مجد وعلم وكان من سادات قومه ومن جماعة الحل والعقد.
نشأ في بيت علم وصلاح تضلع من العلم في محاظر المتتبذ القصي، وأقام بالسودان إماما لجامع أم درمان الكبير ومرشدا دينيا للطلبة والمؤسسات التعليمية وكان فيها محل تبجيل وإكرام.
ثم التحق بالجامع الأزهر بجمهورية مصر العربية حيث نال الشهادة من كلية الحديث وعلم الأصول.
مازال مذ شب عن الطوق كلفا بأبكار المعالي مشوقا بها، ولم يزل ساعيا بين المسلمين بالجود والخير وإصلاح ذات البين وجمع الشمل.
أقام في الحجاز، فكان بيته محط رحال الجميع من أهل المنتبذ القصي والسودان وإفريقيا من حجاج وعُمّار ومقيمين فعهدوا منه التواضع وبشاشة الوجه وحسن القرى.
عين كاتبا للسفارة الموريتانية بجدة ثم قنصلا عاما، وعمل سفيرا في جمهورية النيجر، وفي كل محطاته المهنية حمد الناس سيرته وأثنوا عليه.
عرف الشيخ بالانفاق وبذلك شهد له الجميع، وعرف بالاستقامة والعبادة يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه.
وأعمال بر صالحات تزينه :: بها الود موصول له أين يمما
وعما تبقى من حميد خصاله :: أرى الصمت أولى بي من أن أتكلما
وبهذه المناسبة الأليمة أعزي نفسي والأسرة الكريمة وجميع المسلمين
فما كان قيس هلكهُ هلكُ واحد :: ولكنه بنيان قوم تهدما
إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
كامل الأسى
من صفحة المدون الشهير x ould xy على الفيسبوك