-موقع الاستقلال- جنون العظمة ..!
انتهت جوقة الجوائز و توقفت مسرحيات التنقل بين الدول و الاستقبالات الصاخبة من طرف الشتاة .. توقف الممولون الكبار عن الدفع حين لم يعودوا بحاجة الى معارضين يزعجون النظام بالوكالة. الان بدأت مسرحية التأليف على حياة يحكيها الرجل عن نفسه فتسطرها صحفية ساذجة و فاشلة اختلطت عليها المهنة بالمشاعر - كسابقاتها - لم تستطع ان تفهم الحالة المرضية للرجل الذي يتحدث عن نفسه بإسهاب و بإعجاب يتجاوز كل الحدود و يقدم عنها صورة نسجها خياله الخصب. أقلام مأجورة و أخرى بلغت بها الطيبة الى حد السذاجة بدأت تروج للقصةالتي هي في الواقع صورة مغلوطة يحكيها رجل مغرم بنفسه الى حد التأليه..! رجل يصور الناس - كل الناس - أعداء حاقدون ، في حين أنه هو عدو الكل و الحاقد على كل من لم ينخدع به ..!
لن تجد في حكايته - عن نفسه - ذكر اي فضل للرئيس مسعود الذي هو فعلا الرمز التاريخي لهذا النضال بل أسده الذي إذا حدث صدق و اذا صبر سكت و أمهل و تحمل و إذا فتح له باب القصر ترفع و آثر و تعفف ..و لن يذكر فضل حركة الحر التي عبدت طريق النضال و مكنته عندما جاء متأخرا من أن يتسلق بسهولة ! و لن يذكر فضل ببكر ولد مسعود و نجدة العبيد التي علمته نضالا مغايرا للمبادرات المساندة للقيادة الوطنية ( أهل أطكك و إيداد) و لن يذكر فضل عابدين ولد مرزوك مترجمه و مضيفه الذي علمه كيف يحزم ربطة العنق ! و لن يذكر فضل محمد ولد عبد العزيز عليه حين صنعه ليقتل به قضية لحراطين و يجعلها بضاعة تباع في المزاد الوطني و لا فضل أصدقائه الجدد الذين جعلوا منه سمسارا يساعد امرأة على الحصول على عشرات القطع الأرضية مقابل شيء ما! و جعله آخرون ساعي بريد يحمل رسائل المغاضبة ( ندوية أحمد كلي و ما نتج عنها ..!)
لن تجد ذكرا لأحد من هؤلاء و لا غيرهم مهما يكن لانه ليس في الوجود الا الزعيم فهو هدية من السماء ينفذ وصية لوالده رحمه الله ... و هذه أسطورة من نسج خياله مريض ..!
و جنون العظمة حسب علماء النفس هو مرض خطير و يتجدد و يتطور كلما ازداد إعجاب الشخص بنفسه بحيث يجعله في النهاية يبطش بنفسه و يلقي بها الى التهلكة كما وقع لهتلر و القذافي و غيرهما كثير ..
من صفحة إبراهيم ولد بلال