-موقع الاستقلال-
في مقابلة حصرية مع صحيفة ‘‘بارى ماتش ‘‘ الفرنسية ظهرت على صفحتها الإلكترونية الأحد 10ديسمبر 2017 ، كشف رجل الأعمال الموريتاني المعارض محمد ولد بوعماتو المقيم بالمنفى للصحفي الفرنسي المعروف فرانسوا دى لابار ، عن إعدادات يرعاها هو شخصيا لمواجهة الأنظمة الدكتاتورية فى القارة الإفريقية.
ولد بوعماتو أشار خلال حديثه، أنه خلال المرحلة المقبلة سيتفرغ لمواجهة أنظمة إفريقية استحوذت على مقدرات شعوبها
وأضاف ولد بوعماتو فى أول حديث يصدر عنه منذ أصدرت انواكشوط أغشت الماضى مذكرة توقيف ضده ، إن خطرا جاثما على بعض الشعوب الإفريقية أشد ضررا وإيذاء عليها من الإستعمار الذى حسبت نفسها تحررت منه
وأكد ولد بوعماتو استعداده لضخ وتقديم ما يلزم من أموال لدعم جميع المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية التى تسعى إلى تعرية سلطة تلك الأنظمة وجرها إلى العدالة لتلقى جزاء ماجنته يداها فى حق شعوب مسكينة لاحول لها ولاقوة.
ولد بوعماتو أشار إلى أن لديه من المال الطائل مايغنيه عن مواصلة الجمع والتحصيل وأن شغله الآن هو التفرغ للأعمال الخيرية.
خلا الحوار الذى جرى فى منزل فاخر تزخرفه آلات الموسيقى التقليدية الموريتانية وسط العاصمة البلجيكية بروكسل تحدث ولد بوعماتو عن هواياته التى فى مقدمتها فعل الخير لمستحقيه ، الإستماع للموسيقى التقليدية الموريتانية (ولد عوه ، ولد أحمد زيدان) و قصة تحصيل المال الذى أهله ليحتل مركزا مرموقا بين أغنياء إفريقيا وهي القصة التى ذكر أنها بدأت مباشرة بعد رحيل والده عام 1973.
يذكر أن ولد بوعماتو سبق وان سخر جزء من ماله دعما لحملة تنشط فيها منظمات دولية لملاحقة رئيس غامبيا المخلوع يحي جامع صديق وحليف الرئيس الموريتاني الحالى محمد ولد عبد العزيز.
مصادر الصحيفة الفرنسية أكدت أن مؤسسة تكافؤ الفرص في أفريقيا التي أنشئت قبل عدة سنوات من قبل المعارض الموريتاني محمد ولد بوعماتو قدمت أمولا دعما لملاحقة يحي جامع قضائيا.
الكشف عن ذلك تم من قبل المحامي الأمريكي ريد برودي، الذي يعمل لدى منظمة هيومن رايتس ووتش في إطار مساعدة جمعية ضحايا النظام القديم في بانجول، من أجل تهيئة الظروف لمحاكمة جامي.
في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية اعترف المحامي بأن “وراء الحملة، هناك عدة مانحين، بما في ذلك مؤسسة يرأسها المعارض الموريتاني محمد ولد بوعماتو”. وقد سأل الصحفي المحاور المحامي برودي قائلا ألا تخشون من استغلال المعارضة الموريتانية للمحاكمة في ظل العلاقات التي كانت قائمة بين نظام بانجول السابق ونظام نواكشوط.؟ ورد برودي بأن “المنظمات غير الحكومية التي تشارك في هذه القضية تعمل بشكل مستقل، مضيفا أنه من المثير للاهتمام أن يشارك مانح أفريقي للمرة الأولى في حملة في بلد أفريقي”.
لكن الصحفي عاد لنفس السؤال مجددا قائلا “أنتم تعلمون أن رئيس هذه المؤسسة هو معارض موريتاني؟”. وقال المحامي “أعلم أنه مطلوب من قبل الحكومة الموريتانية، وأنه يعيش في المنفى في المغرب. لكن ما نقوم به لصالح ضحايا غامبيا وليس له علاقة بموريتانيا”.
ويعتبر ريد برودي من المحامين الأكثر نشاطا وقد ساهم في ملاحقة الدكتاتور التشادي السابق، حسين حبري وتمكن من جلبه أمام محكمة يقع مقرها في داكار، وحكم على الرئيس السابق الدولة التشادية بالسجن المؤبد.
أما محمد ولد بوعماتو فهو حليف سابق للرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد عبد العزيز. وقد لعب دورا هاما بعد انقلاب 6 أغسطس 2008 وفي عملية العودة إلى النظام الدستوري، مع شبكات متعددة في فرنسا والرئيس السنغالي السابق عبد الله واد، حسب العديد من المراقبين.
لكنّ علاقته ساءت بعد ذلك مع نواكشوط، وهو حاليا موضع مذكرة توقيف دولية منذ 1 سبتمبر، في سياق المحاكمة المفتوحة بتهمة الفساد. وهي قضية تضم 12 من أعضاء مجلس الشيوخ السابقين وقادة النقابات ويعض الصحفيين.
انباء انفو.