-موقع الاستقلال- بعد الهجوم الذي استهدف موقعا تابعا لشركتي ATTM و COVEC في عمق أراضي جمهورية مالي المجاورة، واختطاف مواطنَين موريتانيَين، وثلاثة صينيين، كان التجاوب من أعلى قمة هرم السلطة في البلد سريعا ومتسقا مع الحدث وخطورته، كما كانت الهبة الشعبية التضامنية واسعة وواعية، ومسؤولة، إلا من بعض فلول الموتورين من بقايا المُخلفين على قارعة التاريخ من شيعة الرئيس السابق، الذين بدأ بعضهم يلمح تارة ويصرح تارة أخرى، بما يفيد الربط بين هذا الهجوم الذي وقع داخل الأراضي المالية بل وفي عمقها، وبين الوضع العسكري والأمني في بلادنا، محاولين إيهام القارئ أن النظام الحالي مسؤول عن تلك الحادثة تقصيرا أو تهاونا أو ضعفا، وأننا لو كنا في عهد من سموه "قاهر الإرهاب"، وتصفه شواهد الواقع والتاريخ "بالمطبع مع الإرهاب"، لما استطاع الخاطفون لمس شعرة من أي مواطن موريتاني، حتى ولو كان خارج الحدود.
فأين كان "المطبع مع الإرهاب" حين اختطف مسلحون من القاعدة المواطن الموريتاني الدركي اعل ولد المختار جهارا نهارا من مقر عمله في فرقة الدرك الوطني بمدينة عدل بكرو داخل الأراضي الموريتانية، في شهر دجمبر عام 2011، ولم يستطع من سموه "قاهر الإرهاب" استعادته إلا بالتفاوض والمقايضة، فأذعن صاغرا وسلم للخاطفين أحد عناصرهم كان في سجن نواكشوط، وأين كان "المطبع مع الإرهاب" حين تم اختطاف ثلاثة عمال إغاثة من إسبانيا ذات مساء من أواخر شهر نوفمبر عام 2009 على الطريق الرابط بين نواكشوط ونواذيبو، وأين كان "المطبع مع الإرهاب" حين اختطف مسلحون الإيطالي سيرجيو سيكالا، وزوجته البوركينابية فيلوميني كابوري في شهر دجمبر عام 2009 قرب مدينة كوبني داخل الأراضي الموريتانية.
وأين كان "المطبع مع الإرهاب" حين أعدم مسلحون من القاعدة الأمريكي كريستوف ليكيت ذات ضحوة وسط العاصمة نواكشوط في يونيو 2009.
تلك بعض عمليات الخطف والقتل التي وقعت في عمق الأراضي الموريتانية لا المالية، فهل كان "قاهر الإرهاب" على بينة منها، وهل أغنى عن ضحاياها وذويهم من شيء.
وإن شئتم ـ وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين ـ أن نسايركم ـ مجازا ومحاباة ـ في تحميل نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني مسؤولية اختطاف مواطنين موريتانيين في عمق الأراضي المالية، فبأي كتاب أم بأية سنة، لا تحملون أنتم نظام المطاع فيكم غير الأمين، مسؤولية قتل واختطاف عدد من المواطنين الموريتانيين في مالي، إبان حكمه المشؤوم، فأين كان "حامي الذمار وحارس الديار"، حين قتل 12 موريتانيا من جماعة الدعوة والتبليغ على يد الجيش المالي في بلدة جبالي المالية في يوليو 2012، وما ذا أعد من قوة ومن رباط الخيل والعتاد، انتقاما لهم ومحاسبة لمن قتلهم بدم بارد، وما ذا كان يشغل بال من جمع فأوعى، ونهب فأثرى، غير جباية العمولات وبسط اليد على العقارات، حين قتل مسلحون في ابريل 2019 التاجر الموريتاني محمد ولد عبد الله ولد اهل أبو، رميا بالرصاص في قرية صيبه المالية المحاذية لمركز بوصطيله الإداري، وما الذي كان يشغله سوى الفساد في البر والبحر، حين قتل مهاجمون التاجر الموريتاني الشاب إبراهيم ولد مسعود في قرية “هورى انيو” قرب الحدود الموريتانية ـ المالية في مايو عام 2014، ومثلوا بجثته.
إنه منطق أعرج أحول، لا يضاهيه في القدح والنقيصة إلا منطق تبرير الثراء الفاحش المكتسب إبان فترة حكمه دون أن يكون للدولة دينار أو درهم فيه بزعمهم، "أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته"، أو كما قال عليه الصلاة والسلام.
رد الله أبناءنا إلى ذويهم سالمين، وصرف عنا وعن بلدنا كيد الإرهابيين وفساد المفسدين.
محمد محمود ولد عبد الله.