-موقع الاستقلال- أكتب إليكم هذه #الرسـالة و أنا أسـامر النجـوم في هذا البرد القارس القارص ، من على حدود موريتانيا الشرقية ،
السماء جميلة صافية و المكان هـادئ و الصمت قاتل و مخيف إلا أننا قد قتل في قلوبنا الخوف ، وها نحن هنا في هذه المهام نسهر من أجلكم ...
نجوع من أجلكم .. نموت من أجلكم ، نحمل لكم حبا عميقا تغلغل في الأحشاء من حبنا للوطن الذي أقسمنا على أن نفديه بأرواحنا ،
الساعة هنا تشير إلى وسط الساعة الأولى من فجر يوم جـديد لكنها في الحقيقة تشبه اللحظات التي تسبق ساعة الصفر لحدثٍ مـا ، و مع ذلك فــ"لا خوفَ يعتريني في الذود عن عريني" ، أفكر في الوحدة فينبجس من قلبي شعور بأني أسامر زميلي ذلك الذي يسامر النجم هو الآخر في جبال تيرس أو ذلك الذي يصابر و يرابط على هدير بحر الظلمات دفاعا عن أرضنا و بحرنا ،
إننا يـا أيها النائمون في انواكشوط أو في أي من مدن الداخل و في كل بقعة من وطننا الحبيب سنسهر و نسهر من أجل أن تناموا ، لكنه مما ينغص علينا أنكم نسيتمونا ..
نسيتم بأن شبابا من فلذات أكباد كم قد آثروا هذه المهنة الشريفة لا طلبا للمال و لا للجاه و لكنه حبكم و حب السهر على أمنكم ،
ناموا و قَـروا عيونا فلن يُخلص إليكم و فينا عينٌ تطرف ...
#عـشتم_ودمتم ، و عـاشت موريتانيا"
جُـنـدي .