-موقع الاستقلال - يواصل “بيت الشعر” في نواكشوط، عقد سلسلة ندوات ثقافية، في إطار فعاليات الدورة السادسة “من مهرجان نواكشوط للشعر العربي” في نسخته السادسة، حيث خصص اليوم الخميس ندوته لمناقشة “الشعرية ونقد الشعر العربي”.
وعرفت الندوة عدة محاضرات شارك فيها كل من، الدكتورة مباركة بنت البراء، والدكتور محمد الرباني، والدكتورعبد الودود أبقش، والأستاذ الحسن محمد محمود الشيخ الحسن، وأدراها ضيف المهرجان رئيس النادي الأدبي في دكار الأستاذ فاضل كي من السنغال.
وتناولت الدكتورة مباركة البراء في محاضرتها “شعرية النص في ديوان (بقية من أنخاب الغيب) للشاعر محمد المحبوبي”، تقول الدكتورة، إن هذه المقاربة الكشف عن فنيات القصيدة لدى الشعراء الشباب الذين لم تنل تجربتهم حظها بعد من اهتمام النقاد والباحثين. فالشعر الموريتاني الحديث بحاجة إلى المتابعة والدرس للتعرف على أهم توجهاته ومميزاته الفنية.
واستعرضت بنت البراء عدة محاور رئيسية في محاضرتها بدأتها بـمقدمة لتحديد المصطلح (الشعرية- النص)، ثم تناولت بنية الإيقاع الخارجية والداخلية، وحركة النص في ظل المزاوجة بين شكلين إيقاعيين؛ عمودي وتفعيلي، ودورها في رسم دلالة النص الشعري، كما ناقشت “بنية اللغة الشعرية، والتركيب اللغوي والأساليب المعتمدة و”الصورة الشعرية” في ديوان “بقية من أنخاب الغيب”، فيما خصصت المحور الثالث “للبنية المضمونية، ومظاهر التناص في القصيدة.
من جانبه استعرض الدكتور محمد الرباني بحثه “الشعرية العربية: محمد بنيس نموذجا”، وقال في مستهل حديثه إن العنوان يشي بما نسعى إليه وهو إبراز تجليات الشعرية العربية بالعودة إلى الممارسة النقدية عند الشاعر والناقد محمد بنيس.
وقال إن الشعرية اليوم تسعى رغم الاختلافات البينة في وجهات النظر، في الرؤية والمنهج والقناعات إلى تحقيق غاية مهمة في الأدب والفن، تتمثل في إبراز وظيفة الجمال التي تجعل من النص الأدبي نصا أدبيا.
بعد ذلك استمع الحضور إلى الدكتور محمد عبد الودود أبغش في عرضه “شعرية الشعر العربي عند الأستاذ مبروك المنعاي.” واستعرض المحاضر في ورقته أهم ما جاء به الأستاذ مبروك المناعي (ناقد تونسي، أستاذ الأدب القديم وإنشائية الشعر بجامعة منوبة (تونس)) في دراسته شعرَ المتنبي وفقا للقوانين الجمالية التي تحكُم الخطاب الأدبي التي سُميت في هذه الورقة “الشعرية.” (Poetics).
بدوره، ركز الأستاذ الحسن محمد محمود الشيخ الحسن بحثه المقاربات النقدية لمفهوم الشعرية، وقال “ظل موضوع الشعرية هاجسا تحوم حوله الكثير من المقاربات النقدية منذ ظهور الشعر، ولو أن هذه المقاربات تناولتها (الشعرية) من خلال تسميات ومصطلحات متباينة منطلقا ومنهجا، فظلت الشعرية ذلك الغائب الحاضر في تاريخ الآداب العالمية بدءا بمحاكاة “أرسطو”، مرورا بنحو ونظم “عبد القاهر الجرجاني” .
وأضاف “من هنا بدأت الشعرية وهي تبحث عن هوية النص محاولة الإجابة عن السؤال: ما الأدب؟ وفي سبيل الإجابة عن هذا السؤال، تسعى الشعرية إلى البحث عن القوانين التي تحكم الخطاب الأدبي، والتي تجعله متميزا عن باقي أنواع الخطابات الأخرى، من أجل تأسيس علم للأدب يدرس الأدب دراسة علمية محايثة بوصفه فنا لفظيا.
وشهدت الندوة مداخلات وتساؤلات تطرقت لشعرية النص والنظريات النقدية المتعددة التي جعلت من هذا الموضوع مجالا لها.
وكانت فعاليات الدورة السادسة لمهرجان نواكشوط للشعر العربي، قد بدأت قبل أمس الثلاثاء، بمشاركة دول إفريقية.