-موقع الاستقلال- من المؤسف أن تطغى موجة سوء الخلق والخطاب العدمي على شريحة واسعة من أدعياء التدوين الوطني؛ فتملأ صفحات الحثالة بالسخرية والاستهزاء بالوطن تاريخا وحاضرا ورجالات ورموزا.
لا فرق في ذلك بين دكتور وعامي ومدون لا يميز بين أحكام الهمزة والتاء؛ ولا بين التثنية والجمع؛ وكأنهم آنية لليأس والخبث، وكل إناء بالذي فيه يرشح. ما كل هذا الانحطاط وانعدام الوازع الديني والأخلاقي والوطني؟ هل عم وباء فقدان الوعي على الجميع. من من قامات الوطن السامقة قديما وحديثا لم ينله ذباب التدوين القبيح ؛ لا أحد سلم قائد الجيوش والنبل والقيم الفريق محمد ولد بمب ولد مكت هو آخر طود كرامة متمسك بجوهر النبل والشجاعة والكرم والتواضع والفتوة في زمننا البائس هذا؛زمن يتنكر لكل من خدم الوطن والشعب بامانة.
تعلم القرآن العظيم كأقرانه وهو يافع وتعلم اللغة والادب صغيرا ؛وكان ذكيا ومتفوقا على اقرانه في المحظرة والمدرسة النظامية؛ وانخرط في صفوف الجيش الوطني في ظرف لا يسعى للانضمام للجيش إلا الشجعان؛ ظرف حرب دخلتها بلادنا بصدور جيشها القليل عددا وعدة. كان ذلك الشاب البركني لاينقصه شي ء من عظمة التاريخ ورسوخ الحاضر لتكون همته الثريا وليصنع مجده بنفس عصامية.
نفس عصام سودت عصاما وعلمته الكر والإقداما وجعلته ملكا هماما. ابن مدينة شكار مدينة المجد والعز ورباط الفرسان والنخوة؛ لم يخيب ابنها محمد ولد بمب ولد مكت أملها في صناعة التميز حيث كان.
قاتل بشراسة دفاعا عن الوطن جنديا وضابط صف وقائد وحدات قتالية، وتلقى دورات تعليم وتكوين وتطوير خبرات تكفي ليكون قائدا ميدانيا مميزا. تشهد له كل المناصب التي مر منها بالخبرة والصرامة في العمل والصدق والتواضع والكرم الحاتمي وحسن الخلق والوفاء هو أقدم ضابط بالجيش ويقود أركان الجيش الموريتاني برؤية وطنية تعمل على تطويره وتجهيز ه ورفع مستواه القتالي كجيش محترف، وهو لاشك مسرور بعودته لحضن مؤسسته قائدا عاما بجدارة واستحقاق رغم الظلم الذي طاله في تقديم سابق لمن لايستحق التقديم عليه. لم يكن الجنرال مكت يوما انقلابيا؛ وكان انضمامه للانقلاب بدافع حرصه على التأثير الايجابي فيه حسب الممكن؛ وكذلك كان الرئيس غزواني يوم كان ضابطا ساميا. فمن الواضح أن انقلاب 2008 انضم له اغلب كبار الضباط ومنهم الجنرال ولد مكت بعد أن صار واقعا لابد من التعاطي معه.
ولقد كان الجنرال ولد مكت صاحب الخلق الرفيع في كل حال؛ ولقد شهد له الرئيس الأسبق المرحوم سيدي ولد الشيخ عبد الله بذلك. كان ولد مكت يترك بصمة طيبة مميزة في كل قطاع حيوي قاده. ولقد تميز بالحكمة والصبر؛ فحين انحاز الرئيس السابق ولد عبد العزيز لحلف ولد اجاي ضده وهو مدير الأمن الوطني كظم الغيظ وترفع عن ذلك؛ وتطابقت المصادر التي ذكرت أنه وقف ضد المأمورية الثالثة لعزيز جهارا.
يعد الفريق ولد مكت صاحب أوسع علاقات سياسية مع النخب الوطنية جميعا؛ ومن كافة المستويات. محاور مثقف واسع الاطلاع؛ واسع الصدر لمحاوريه. تدرك لما تجالسه عظيم ثقته وإعجابه بالرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
يقول عنه الموريتانيون إنه رجل الجيش والدولة الذي لا يكذب؛ وينزل الناس منازلهم وهو بها عارف؛ ولا يجامل بل يتحدث بصراحة؛ و اذا التزم اوفي وإذا حدث صدق وإذا قال فعل. بعد 44عاما من خدمة الوطن في السراء والضراء بتضحية ووفاء وأمانة؛ وبكم هائل من الخبرة العسكرية والسياسية ومن شهادات ممن يعرف الرجل حق المعرفة من أنصاره وخصومه واعدائه؛ شهادات تتفق جميعا على منحه وسام الوطنية والنبل والكرم والصدق والتواضع وعزة النفس؛ بعد ذلك كله نجد مدونا نكرة وآخر لم يقدم للوطن نقيرا يتطاول على جبل الوطن الأشم الجنرال محمد ولد بمب ولد مكت. وكأن قائد جيوشنا يتمثل قول المتنبي وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي باني كامل.
بقلم عبد الله ولد بونا