-موقع الاستقلال- ما رأيت شيئا يضر بقضية الحراطين ومحاربة الاسترقاق مثلما تضر بها نظرتان ليس من المبالغة وصفهما بالتفريط والإفراط، أما إحداهما فترى أن لا مشكلة والأمر كله من الماضي ولا حيف ولا تهميش والظاهرة انقرضت والمخلفات في الطريق!!! وكل طرح للموضوع هو إثارة ونزق وتجارة مع الخارج وتشويه للبلد تاريخا وصورة ومصلحة!!!، وأما الأخرى فتزيد وتبالغ وتشتط، فالظاهرة واسعة ووجودها بلا حدود!!! والممارسات عندنا مثل ممارسات أكثر المجتمعات استعبادية !وسلوكنا مثل الآبارتايد أو أشد!،والصورة المقدمة هي أقلية بيضاء تتسلط على أكثرية سوداء!.
إن الطرح الأول ينكر الواقع ويتجاهل المظالم ويفقد المظلومين ودعاة العدالة الأمل في الواقع والمستقبل والطرح الثاني انتقامي في مآله ويوسع دائرة الرافضين والخائفين من أي توجه تحرري أو منزع للتغيير والإصلاح.
صراحة نحتاج الخروج من هذه الثنائية الضارة بالبلد وبقضايا التحرر والمساواة وذلك لا يكون إلا بالإقرار بالواقع وحجم المظالم والمعاناة والحيف والتهميش وأن يصطف الجميع في الدعوة إلى المعالجة والتصحيح بعدل واعتدال وبمقاربة يزينها التمييز الإيجابي وتجسيد المواطنة المتساوية القائمة على مرجعية إسلامية تحرر وتآخي، تعدل وتعتدل، تجمع بين الحرية والوحدة.
من صفحة السياسي البارز جميل منصور على فيس بوك