ولد محمودي، يكتب : عيشة لم تعد

أربعاء, 01/08/2020 - 18:40

-موقع الاستقلال-  " كنا مجموعة من عشرين او ثلاثين شخصا من قبائل وجهات شتى نموج بين الدور، وفي كل بيت كنا نقضي مدة تتحدد حسب المزاج والاكرام والدعة، لكن في بيت أهل مالوكيف ولد الحسن كان الأمر غاية في الاختلاف،ففيه سنجلس مع الوزير حينها وزوجته عيشة،ثم لانحس بالحرج ولا التكلف لأن الوالدين مريحان الى أبعد الحدود،ضحك واستبشار واستماع لنكاتنا ومشاكلنا وفي بيت نحس جميعنا أنه بيت لكل واحد منا،نمرح فيه كما نشاء نتناول من طعامهم كما نشاء، قبل أن نخلد للنوم تحت التكييف في بيت وزير مختلف..ولولا أننا سمعنا انه وزير عبر الاذاعة لماصدقنا لأنه جليسنا الدائم ومداعبنا وملاعبنا.

أما الوالدة عيشة فأخت وصديقة، وأم ضاحكة، كريمة، مستبشرة بأشخاص من جهات مختلفة لايجمع بينهم الا ابنها شنوف،الذي يسلمنا للأيدي الأمينة ويبحث عن آخرين..هل من هوايات أهل مالوكيف ولد الحسن جمع أكبر عدد من العاطلين في بيتهم بصفة دائمة مع مايتطلبه ذلك من اكرام واهتمام.نعم،كانوا كذلك.

للأسف انشطرت التفاحة الى نصفين، نصف ينتظر معنا عقودا أو هكذا نسأل له ولنا الله، ونصف ذهب الى الجنة حيث سيعيش الكرم الذي عاشه مضاعفا والاستقبال الكريم الذي ألف الظهور به مضاعفا والاهتمام والتبجيل مضاعفا آلاف المرات.

عيشة منت أحمدو بمب عاشت كريمة عابدة مستبشرة بالضيوف والسائلين منفقة سرا وفي العلن فلها الجنة من العزيز الكريم..أما الوالد مالوكيف ولد الحسن الذي فقد صديقته وأخته ومعينته على البر والخير فلاشك سيحمل المشعل مع أبنائه البررة..حفظهم الله لأنهم ألفوا دفن الخير، وغرس الخير من جديد..

شنوف، انا غاضب لأنك لم تبحث عنا واحدا وحدا لتقدم لكل واحد منا واجب العزاء في أم وأخت وصديقة، فكلنا أقام في قلبه سرادق العزاء الخاص به.

حقا، سأفتقد تلك الضحكة العميقة التي يقطعها في النهاية ضيق في التنفس وربو يتدخل دائما ليقول لها: كفى فقد ضحكت واستبشرت بما فيه الكفاية..عيشة لم تعد فانا لله وانا اليه راجعون".

الإعلامي محمد الأمين ولد محمودي