-موقع الاستقلال- في شتاء 1982 وبالتحديد نهاية شهر دجمبر من نفس السنة استيقظ سكان حي (كبة المربط)بمقاطعة الميناء على وقع جريمة من العيار الثقيل لم يعهدوا مثلها من قبل ،وهي العثور على شرطي بزيه العسكري مقتولا بطريقة بشعة وبجانبه مسدس وقد
فقئت عيناه بطريقة فظيعة…. أول من وقف على الجثة كان طفلا من أبناء الحي يدعى ولد أوفى ولهول ماشاهده فقد عقله على الفور وظل على تلك الحال لفترة طويلة من الزمن…
مسؤول الحي وهو عنصر من عناصر هياكل تهذيب الجماهير يدعى /وده ولد اسنيغل اسرع الى الشرطة وابلغها بالجريمة وماهي الا دقائق معدودات حتى وصل سرب من السيارات يتقدمها الوالي والحاكم ووكيل الجمهورية وشخصيات أخرى ..والغريب في الامر أن السيارة المقلة للشرطة كان يقودها الجاني وهو رجل ثلاثيني أسمر يسمى/بوسيف برتبة وكيل شرطة يعمل في نفس المفوضية التي يعمل بها الضحية وهي مفوضية الميناء…لقد كان الرجل مرتبكا ولم ينزل من السيارة على غرار زملائه الذين نزلوا مسرعين باتجاه الجثة لالقاء نظرة والتعرف على صاحبها الذي هو زميلهم في المفوضية بينما لم يفعل القاتل وكيل الشرطة/بوسيف…
المهم انه تم اتباع الاجراءات المتعلقة بهكذا حادثة و فتح تحقيق سريع في القضية اشرف عليه المفوض/محمد ولد ابراهيم ولد السيد وماهي الا ساعات حتى تحدث الاعلام الرسمي عن اعتقال المجرم والذي هو بطبيعة الحال الوكيل /بوسيف …كما سيكتشف لاحقا انه زعيم عصابة للسرقة تتحرك في المقاطعة وكانت تحظى بالتغطية من طرفه بوصفه احد العناصر الاكثر نفوذا داخل المفوضية..
ليتم تقديمه الى القضاء واثناء محاكمته التي جرت بقصر العدل مقر وزارة العدل حاليا تهافت جمهور انواكشوط من اجل حضور وقائع المحاكمة رغم ان قاعة الجلسات لم تكن تتسع لاكثر من70مقعد، وفي تمام الساعة ال11صباحا أحضر الجاني في باص صغير للشرطة وهو يرتدي فضفاضة زرقاء وسروالا أسودا وقدتم حمله بالقوة من طرف 6عناصر من الشرطة الى داخل القاعة واثناء استنطاقه رفض التحدث بالحسانية رغم اتقانه لها بشكل جيد ماجعل المحكمة تلجأ لتعيين مترجم باللغة الفرنسية من بين الجمهورالحاضر.. وبعد استكمال مجريات المحاكمة صدر في حقه حكما بالاعدام رميا بالرصاص تم تنفيذه سريعا على شاطئ المحيط 1كلم شمال فندق صباح..كما تم قطع يد رجل آخر مدان بتهمة السرقة الموصوفة في نفس المناسبة..
مراسيم تنفيذ الحكم جرت بحضور جماهير من انواكشوط تم حملها الى عين المكان بواسطة شاحنات كما حضره رئيس اللجنةالعسكرية للخلاص الوطني المقدم/محمدخونا ولد هيدالة وشخصيات دينيةوقضائية وسياسية اخرى..وقد تم صلبه على عمود اسمنتي ابيض اللون بعد ان صلى ركعتين بشكل بعيد عن الخشوع والندم ثم اصطف 6عسكريين مقنعين واطلقوا نحوه اعيرة نارية استقرت اربع منها في جسده ليعلن الطبيب عثمان ولد يالي مفارقته الحياة بعد أن عاينه بعدتوقف طرق الاعيرة…
المصدر: المراقب