-موقع الاستقلال- " كنت أتمنى أن أظل آمنا من صولة اللصوص واعتدائهم،كما كنت أتمنى
ان لا أكتب عن اي عملية سطو أو تلصص تخصني،
لكن الاقدار دائما تجعلني في المكان الصحيح كثيرا وفي المكان الخطإ قليلا ولو كنت أعلم الغيب لا استكثرت من الخير وما مسني السوء، فقد خرجت بعد صلاة العشاء وكنت أمارس رياضة المشي على رصيف الطريق المعبد بين ملعب العاصمة،وبين دار الشباب القديمة، حيث تقع هنالك إدارة أمن الدولة وثكنة تابعة للحرس الوطني ، ولم اكن أتوقع الاعتداء في تلك المنطقة
من أي أحد ،وعند وصولي الى الزاوية الجنوبية الغربية للملعب غير بعيد من باب المدخل ،كانت هنالك عصابة تزيد على عشرة أشخاص، ترابط عند تلك الزاوية تترقب فريسة أو صيدا يقع في شباكها، كانوا يتابعون مبارات هنالك في الملعب وسهرة في دار الشباب ،عند ما شاهدتهم تنكبت عن ذلك الطريق قليلا ولم أشإ المرور بينهم
والاحتكاك بهم وفجأة يقفز الي أحدهم من بين ذلك الحضور ويستل خنجرا كان يحمله في يده فقال بملء فيه والحقد والعنصرية يملآنه (هذا ابيظين اوخر لاه انكعر)وحاول أن يطعنني في الصدر او الخاصرة لكن محاولة دفعي له ومحاولة الإمساك بالخنجر جعلت الطعنة تقع في اليد اليسرى مما أدى إلى قطع أصابعي
وإصابتهاوقعت العملية وعسس ثكنة الحرس المرابطين على باب مدخلها الشرقي لا يفصلني عنهم سوى ذلك الطريق المعبد،
هرعت اليهم والدماء تنزف من يدي
ولسنا على الأعقاب تدمى كلومنا. ولكن على أقدامنا تقطر الدما
طلبت منهم النجدة والإمساك بتلك العصابة التي لم تبرح المكان ولم يختف أي منها ،قالوا بأن الأمر لا يعنيهم وأنه علي الذهاب للشرطة وأشاروا علي بالذهاب إلى إدارة أمن الدولة الملاصقة للملعب،
عسس الإدارة أيضا قالوا بأن الأمر من اختصاص الدورية التي كانت هنالك غير بعيدة كما قالوا وقام أحدهم بالاتصال بها وإبلاغها بالخبر،ولأنني كنت أخاف من اختفاء اللصوص وقد شاهدوني وأنا أطلب النجدة من الحرس الوطني وشاهدوا بعد ذلك ذهابي الى إدارة الأمن،طلبت منهم إذا كانوا غير مستعدين للقيام بمهمة القبض على تلك العصابة أن يمنحوني سلاحا ناريا أوعصا وأنا كفيل لهم بأن أجلب لهم تلك العصابة وأسوقها إليهم ، كل ذلك من أجل أن لا تفلت تلك العصابة وتختفي ، وفجأة يأتي أحد أبراج المراقبة بزيه المني ويدعى (دابيرا
وكان رجلا فارع القامة قوي البنية
وفجأة تأتي سيارة الدورية
ركبت مع الدورية حيث أخلوا لي المقعد الأمامي اريتهم تلك العصابة فقام دابيرا بالإمساك بأحد أفرادها وقد حاول طعنه بخنجر كان معه اخذوه وهو سكران وبحوزته علبة غراء كان يستنشقها،من أجل أن يبقى فاقد الإحساس،يسهل عليه الفتك والوقوع في الجريمة قاموا بضربه وركله ولأني كنت موتورا لم أتملك أعصابي فقمت بصفعه، حملوني الى تلك المفوضية وسجلوا الحادثة
وأمروني بالذهاب إلى المستشفى للعلاج هنالك
في المستشفى
وفي الغرفة التي كنت أتعالج فيها كان هنالك ضحية آخر من ضحايا تلك العصابة كان شابا أسمر اللون كان الدماء تنزف من رأسه وكان مصابا في الرأس إصابة بليغة جدا مما يدل على أن المجرمين أحيانا إذا مارسوا جرائمهم بدافع العنصرية فإنهم بمارسونها أحيانا بدافع الإجرام لا بدافع العنصرية،
وفي تلك الغرفة قام أحد الأطباء المداومين هنالك بعلاجي علاجا أوليا وكتب لي وصفة طبية طلب مني أن أعطيها لأحد أعضاء الإدارة ليعطيني الدواء من صيدلية المستشفى إذا لم يكن لدي نقود ،كنت له بأني سأشتري ذلك الدواء وأنني أحمل بعض النقود فقمت بشرائها بنفسي ليقوم بعد ذلك الطبيب بتخدير الأصابع وخياطة الجروح، لكنني ارتحت عند ما شعرت بأن المستشفى الوطني أصبح يوفر العلاج للحالات المستعجلة حتى ولو لم يكن المريض يحمل معه ما يؤدي به تكاليف علاجه،
أثناء المحنة
ولأن المحن دائما تطلع الإنسان على طبائع الرجال ومعادن الناس، فيميز بين الرجال وأشباه الرجال حتى ولو لم يكن بينه وبينهم سابق معرفة، فقد رافقني في تلك البداية من بدايتها إلى نهايتها شاب دمث الأخلاق رابط الجأش
كان متوقفا غير بعيد من ثكنة العسكر سمع حواري مع العسكر وشاهد اشتباكي مع ذلك الشرير
وشاهد تلك الدماء التي كنت تنزف من يدي قام هذا الشاب بمرافقتي إلى إدارة الأمن والمستشفى الوطني وكل المفوضيات التي أرشدتني الشرطة بالذهاب إليها،هذا الشاب عرفت فيما بعد كما اخبرني هو عن نفسه بأنه يدعى عبد العزيز ولد اعل ومع أنني أكره ذكر القبائل والحديث عنها على صفحتي فسأقول لكم بأن هذا الرجل من قبيلة أبناء أبي السباع
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم. طاروا إليه زرافات ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم. في النائبات على ما قال برهانا
أما زعيم العصابة فتركته عند مفوضية لكصر ٢ وما زال سكرانا يترنح وقد أخبروني بأنه من اصحاب السوابق ويدعى ممادو يحي واد.
من صفحة المدون مالعينين الشيخ الأديب