-موقع الاستقلال- تعتبرشركات الطيران في العالم معيار تطور ونماء، وبرهان تقدم ورخاء، بفعل جودة الخدمات، وحسن التسيير، وكفاءة الطاقم وأناقته.
ومن هنا فقد استبشر الجميع بامتلاك موريتانيا ولأول مرة شركة للطيران مملوكة من طرف الدولة الموريتانية.. وبلغ الاستبشار غايته حين طالب رئيس الجمهورية وزراءه باستقلال "الموريتانية للطيران" في رحلاتهم..
لكن سرعان ماتبين أن هذه الشركة الوليدة تعاني من سوء في التسيير، وعدم وجود متخصصين في مجال الطيران على هرم الشركة، حيث كشفت مصادر مطلعة من داخل "الموريتانية للطيران" لموقع حرية ميديا- الذي أورد الخبر- عن عزم الشركة اقتناء طائرتين من نوع EMB175 .
رغم أن الشركة ليست بحاجة إلى هذه النوعية من الطائرات، كما أن صيانة واحدة من هاتين الطائرتين أغلى من شراء ابوينك (B737) ، وحمولة الواحدة منهما لاتتجاوز 49 شخصا دون الأمتعة.. إضافة إلى أن الطواقم غير متدربين على EMBRAER.
ويرى البعض أن سبب هذا التخبط هو جشع الإدارة الحالية، وسعيها الدؤوب في جني الأرباح من شراء هذه الطائرة أو تلك.
وأضافت ذات المصادر أن "الموريتانية للطيران" تعاني من نقص في الطواقم الفنية، حيث أن هذه الشركة تضم ثمانية طيارين أحدهم أجنبي يحمل الجنسية المالية، واثنان استفادا من حقهما في التقاعد منذ ثلاث سنوات...
يتعاقب هؤلاء الثمانية –رغم التحفظ على وضعية ثلاثة منهم- على ثلاث طائرات من نوع ابوينك هي كالتالي:
B737-500 وهي طائرة متهالكة
B737-700 وهي متوسطة الجودة رغم أن عمرها 12سنة
B737-800 وهي في حالة جيدة تم اقتناؤها العام المنصرم، وأشرف رئيس الجمهورية على تسلمها (الصورة المرفقة).
جدير بالذكر أن طاقم الطائرة الواحدة في بعض الدول المجاورة يتجاوز الثمانية، لعظم المسؤولية ، وحجم التطلعات. رغم أن ثمانية طيارين في موريتانيا -وحدها- يتعاقبون على ثلاث طائرات.
كما أنه من المؤسف أيضا –تضيف المصادر- أن راتب قبطان طائرة في "الموريتانية للطيران" لايصل إلى مستوى راتب مضيفة في الخطوط الملكية المغربية. وهذا من الظلم بمكان، فكيف يعقل أن قبطانا معلقا في الهواء، ومعرضا للخطر في أي لحظة، يفوقه راتب عامل للشركة لايفارق مكتبه المكيف، وليس معرضا لأية أخطار؟؟؟
رغم أن أقل راتب قبطان في الدول المجاورة 7000 يورو، في الوقت الذي لايتجاوز 3000 يورو في موريتانيا.
وقد صرح بعض عمال "الموريتانية للطيران" أن الأولى والأجدر بشركة لاتمتلك طواقم متعددة اقتناء طائرة عملاقة –ولو واحدة فقط- من نوع ابوينك كبيرة الحجم، يمكنها تلبية رغبات الموريتانيين خصوصا أثناء موسم الحج، بدلا من شراء طائرتين من نوع EMB175 لاتتجاوز القارة الافريقية، ولاص بالماص، إضافة إلى صغر حجمها في الوقت الذي يتطفل حجاجنا على الخطوط الجوية الأجنبية.
وأشارت المصادر أن من دوافع هذا التخبط العشوائي، هوانعدام هيكل تنظيمي للشركة (Organigramme) ، مما حاد بالشركة عن التسيير الشفاف المعقلن. وسرعة ميول مديرها العام إلى تلبية رغبات مدير لجنة الصفقات بالشركة، شقيق أحد الوزراء الحاليين، رغم كونه متخصصا في الفندقة وليس في الطيران حسب ذات المصادر.
واستغربت نفس المصادر من تهميش بعض رموز الشركة الذين أشرفوا على التقاعد، رغم كفاءتهم المشهودة، وخبرتهم العالية في مجال الطيران.
ولاتزال ذات المصادر تؤمل من رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز إنقاذ هذه الشركة من درن المحسوبية، وسوء التسيير، فالطيران جهاز حساس، لايليق به الإرتجال والتخبط، واسألوا أهل "الطيران" إن كنتم لا تعلمون.