-موقع الاستقلال- أصدرت محكمة أميركية حكمها في قضية مثيرة للجدل تعود إلى مارس من العام الماضي، راح ضحيتها امرأتان وستة من أطفالهما بالتبني، عندما سقطت بهما سيارة رياضية من فوق جرف في شمال كاليفورنيا في المحيط الهادئ.
وقد اشتبه منذ البداية بأن الحادثة متعمدة، وهو ما صدر به قرار محلف قاضي التحقيق الجنائي يوم الخميس بأن المرأتين قد قتلتا نفسيهما وأطفالهما الستة المتبنين بالفعل.
وجاء القرار بعد أن تداولت لجنة تحكيم مقاطعة ميندوسينو لمدة ساعة تقريبًا قبل تسليم الأحكام بالإجماع، بعد ما يقرب من يومين كاملين من الشهادة.
وقد اتخذ القرار بالإجماع رغم أنه كان من الممكن الإجازة بثمانية فقط من بين 14 من هيئة المحلفين.
4 تفسيرات
في تقرير لـ "سي بي أس نيوز"، فقد كان أمام هيئة المحلفين أربعة خيارات لتفسير الحادثة هي: الموت لأسباب طبيعية أو حادث مصادفة، أو انتحار أو موت على يد شخص آخر.
وقد وقع الحادث بعد أيام من فتح السلطات في ولاية واشنطن تحقيقًا عقب مزاعم بأن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و19 عامًا تم إهمالهم من قبل جينيفر وسارة هارت.
تم العثور على جثتي السيدتين في السيارة، التي هبطت رأسًا على عقب أسفل جرف يبعد أكثر من 160 ميلًا شمال سان فرانسيسكو.
وقد تم انتشال جثث أربعة أطفال وتمت مطابقة الخامس من خلال العثور على حذائه، ولم يتم العثور على رفات الجثة السادسة للطفلة ديفونتي هارت البالغة من العمر 15 عامًا.
ويقول أحد الشهود الذي كان يخيم في سيارته قريبًا من الساحل، إنه سمع صوت سيارة تزيد سرعتها ومن ثم تقصف كالرعد في حوالي الساعة الثالثة صباحًا يوم 26 مارس 2018.
ماذا قال البحث على الهاتف؟
بحسب النتائج التي كشف عنها يوم الخميس فإن إحدى السيدتين سارة هارت أمضت ساعات على هاتفها بحثًا عن خيارات الموت بالجرعات الزائدة، كذلك معرفة ما إذا كان من غير المؤلم نسبيًا أن تموت بسبب الغرق، وفقًا لما أفاد به أحد المحققين في الحادثة.
وقال جيك سليتس، المحقق في دوريات الطرق السريعة في كاليفورنيا بأنه بحسب مراجعة الهواتف فإن السيدتين لم تتخذا قراراً بالانتحار وقتل الأطفال معهما بعد مغادرتهمان مكان الإقامة في واشنطن، ولكن في مرحلة ما، فقد تم اتخاذ هذا القرار الذي سينتهي بموت الثمانية المفترضين.
سموم في أجساد الأطفال!
وقد قالت السلطات التي أدلت بشهادتها في اليوم الثاني من التحقيق إنه في رأيهم، كان الحادث متعمداً.
حيث ذكر الملازم شانون بارني من مقاطعة ميندوسينو: "أعتقد أن كلاً من جينيفر وسارة تعرضتا لضغوط كبيرة".
مضيفًا: "هناك الكثير من الأشياء التي كانت تحدث في حياة السيدتين لدرجة أنهما اتخذتا هذا القرار الواعي لإنهاء حياتهما بهذه الطريقة وأخذ أرواح الأطفال معهما".
وقال المحقق جيك سليتس، إن جينيفر هارت، التي نادرًا ما شربت، كان مستوى الكحول في الدم عندها فوق الحد القانوني وربما كانت قد "شربت لتكتسب الشجاعة".
مضيفًا بأن سارة هارت والأطفال لديهم كميات كبيرة من أدوية البينادريل العام في أجسامهم، وهو العقار الذي يستخدم لعلاج الاضطرابات النفسية ويساعد على الاسترخاء والنوم العميق.
ويؤكد سليتس أن جينيفر هارت فتشت عن عمليات الانتحار والغرق وجرعات البينادريل والجرعة الزائدة منها، طوال الرحلة إلى كاليفورنيا، حيث اتضح ذلك بعد أن استعادت السلطات عمليات البحث المحذوفة من هاتفها.
مشاكل سابقة
سبق الحادثة أن قام أحد جيران العائلة في هارتس بودلاند، في واشنطن، برفع شكوى إلى السلطات بالولاية، قائلًا إن الأطفال كانوا محرومين على ما يبدو من الطعام كعقاب لهم، ولم يستجب أحد عندما ذهب الأخصائيون الاجتماعيون إلى منزل الأسرة للاستفسار.
وفي عام 2011 كانت سارة هارت قد اعترفت بتهمة الاعتداء المنزلي في مينيسوتا بسبب ما وصف بأنه ضرب أحد أطفالها.
وفي عام 2013 كان مسؤولو رعاية الأطفال في ولاية أوريغون قد حققوا مع السيدتين، لكنهم أغلقوا القضية دون اتخاذ أي إجراء.