-موقع الاستقلال- " أشار إليّ بعض الأصدقاء منذ أيام، والليلة بشكل أكبر، في منشورات تصفني ب"اتكلبيتي" أو تتساءل عن مدى قابليتي لذلك، و"اتكلبيتي" عبارة خفيفة تحمل شحنة سخرية تُطلق فيما يبدو على من يغير مساره أو المسار المتوقع منه، لكن بشرط واحد أن يتجه صوب دعم ترشح وزير الدفاع السابق، ولكن لا يوصف بها من غيّر مساره المفترض منه،
أو المراد له، حتى ولو كان إلى من تفصله معه مسافات سياسية كبيرة، إذن هو مصطلح مخصص لمسار واحد، وذو حد واحد، وبشحنة غير مناسبة أيضا.
بخصوص الرئاسيات قلت ومنذ فترة طويلة أن الخيار الأمثل للشباب الساعي للتغيير أو المعارض بل وحتى المستقل أن ترشح المعارضة مرشحا موحدا من قيادات المعارضة التقليدية، أما حين ترشح مرشحا من خارج أطرها أو "تتفرق طرائق قددا" ـ العبارة في المباشر مع بعض الشباب منذ أشهر ـ فإن ذلك سيجعل الأبواب مفتوحة لكل الشباب خاصة غير الحزبي ليتوجه حيث توحي عليه مقتضيات اللحظة وتقديراته الخاصة التي قد تصيب وقد تخطئ، مثل كل اجتهاد سياسي، ولن يكون ذلك مقياسا لصدق الآخرين ولا لوطنيتهم ولا لقناعاتهم بل هو اجتهاد فقط. صحيح أن ذلك يجب أن تحكمه ضوابط أولها السعي إلى المصلحة العامة لا الخاصة، وثانيها وجود تفاهمات أو ضمانات للوصول إلى هذه المصلحة، وثالثها التشاور أو العمل الجماعي لكل جهة حزبية أو شبابية معينة الخ
إلى الآن لم تقرر الكتلة ـ أو نواة الكتلة ـ التي شرفتني بالدعم أي قرار بخصوص دعم هذا المرشح أو ذلك، غير أنها تشاورت في أكثر من اجتماع، وطرحت نقاطا للحوار، وأسسا للدعم، ومن هذه المنطلقات أنها لا تستخدم الفيتو ضد أي مرشح، ولا تقدم الدعم المطلق ولا الأعمى لأي كان، وستقدم بعض المطالب المحددة وذات الطابع العام، وأساسها مصالح الناس، ومظالم الناس، والانحياز إلى المستضعفين، ومنهجها التغيير الجاد إلى الأحسن في حدود حجمها وجهدها والمتاح لها.
من الصعب لكتلة منبقة من فضاء مفتوح أن تمتلك آليات حسم تضمن استقطاب كل من دعمها مسبقا في البرلمانيات، خاصة أن بعض الداعمين لديهم خياراتهم الجاهزة أصلا في الرئاسيات معارضة وموالاة، وبعضهم شباب في المهجر قدم الدعم ـ مشكورا ـ في البرلمانيات ولكن له مساراته الخاصة به فيما عدا ذلك من رئاسيات وغيرها، ثم إنه شباب من خلفيات متعددة، واتجاهات شتى، ويمكن التعويل عليهم الآن، وسابقا ولا حقا، في النصح والتشاور والتوجيه في أي مسار، ولكن وبكل تأكيد لن يكون رأيهم متفقا على مرشح واحد، وستظل كل الخيارات محل رفض من ذلك وقبول من هذا.
أما الشباب المتحزب وأصحاب المسارات المحددة ومن هم أقرب من ذلك من جماعة " لو كنت غير مصوت للحزب الفلاني لصوت لفلان" فمن الطبيعي أن يسعى كل منهم لصالح تجاهه عن حسن نية غالبا، حتى ولو لم يكن داعما أصلا، بل حتى ولو أطلق السخرية والحملات المضادة قبل الترشح وعنده، واستأنف نشاطه منذ أيام.
وعموما سنجتهد في كتلة التغيير الجاد، وفي غيرها من المسارات الشبابية لندعم خيارا يقدم ما نريد، أو بعض ما نريد من تغيير إيجابي، ولن تكون المصلحة الذاتية، ولا الخيارات العمياء أو المعلبة منطلقنا، وسنستمع للحلفاء والأصدقاء والناصحين من كل جهة، وسنتصل بكل المرشحين دون استثناء، وقد اتصلنا ببعضهم، ثم نتشاور ونقرر، فإن وفقنا فالأجران وإلا فرب مجتهد مخطيء".
النائب البرلماني/ محمد الامين سيدي مولود