-موقع الاستقلال- أعلنت النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي SIPES عن سلسلة احتجاجات متزامنة أمام وزارة التهذيب والإدارات الجهوية بالداخل، إضافة إلى توقف عن التدريس احتجاجا على أوضاع قطاع التعليم وظروف المدرسين.
وهذا نص البيان الذي تلقى " الاستقلال" نسخة منه :
" قل أن يوجد في موريتانيا اليوم من يشكك في انهيار التعليم ولا وصوله إلى المرحلة الأسوأ في تاريخه، حيث ركزت المقاربات المنتهجة في مجال التعليم مؤخرا على البعد الشكلي الذي يراد منه تجميل الصورة المخجلة والحالة المزرية التي يعيشها هذا القطاع الحيوي، بعدما عجزت الطواقم الوزارية المشرفة على التعليم أن تتقدم به أي خطوة إلى الأمام، بل إنها سعت جاهدة إلى استقرار الوضعية السيئة أو السير به نحو المجهول، فهو القطاع الوزاري الموكل إلى كل من لا يمت له بصلة، والمحطة التي يتحاشى المستوزرون النزول عندها لعلمهم بمستوى الدونية الذي تحظى به من طرف الحكومة وكذا بسرعة الصرف عنها.
إن وضعية التعليم اليوم كارثية على كل الأصعدة، فعلى مستوى المناهج والمقررات لا يزال التعليم أبعد ما يكون من صيانة الهوية والحفاظ عليها أو مواكبة سوق العمل وعصرنة المخرج.
وعلى مستوى المصادر البشرية، يستنزف التقاعد هيئات التدريس والتأطير، ويتحكم الخنق والتجويع في تعامل السلطة مع المدرسين، حيث يجمع لهم بين الاحتقار المعنوي والتقتير المادي، ففقدت مهنة التدريس في بلادنا ما كانت تتشح به من شرف لدى عامة الناس وأضحت مسبة لا تسمن ممارسها ولا تغنيه من جوع. هذا فضلا عن تحكم المحسوبية بشكل غير مسبوق في الترقيات والتعيينات على مستوى وزارة التهذيب الوطني.
وليست البنى التحتية للقطاع أحسن حالا هي الأخرى، إذ تعاني المؤسسات التعليمية التي يتكدس في فصولها التلاميذ كفراخ الدجاج من هشاشة المباني وتقادمها لدرجة أنها بدأت تنهار تباعا على رؤوس الأساتذة والتلاميذ، وليست حادثة إعدادية الرياض9 بانواكشوط عنا ببعيد.
لقد ظهرت النتائج السلبية لهذا المسار جليا، سواء في نسب النجاح المتدنية لدى التلاميذ وفي التراجع المذهل لمستوياتهم العلمية، إضافة إلى تسرب ممارسات شائنة داخل الوسط المدرسي كالترويج للمخدرات في المؤسسات التعليمية مع غياب الأمن فيها.
إننا في النقابة المستقلة لأساتذة التعليم الثانويSIPES إزاء هذه الوضعية الخطيرة نؤكد:
-مناشدتنا الحكومة بالمبادرة لإنقاذ التعليم من أزمته الخانقة قبل فوات الأوان.
-دعوتنا وزارة التهذيب الوطني والتكوين المهني إلى الحوار الجاد والمسؤول مع النقابات، حلا للأزمة ورفعا لحاجز الإهمال والتغافل عن المشكلات الحقيقية للقطاع.
-تنديدنا بحالة الحصار والتجويع التي تفرضها وزارة المالية بشكل تعسفي وتمييزي على المدرسين، تأخيرا لعلاواتهم الهزيلة ومنعا لاسترجاع رواتبهم المقتطعة بالخطأ وتقدماتهم الموقوفة منذ سنوات.
-دعوتنا الأساتذة في كافة المسؤسسات الإعدادية والثانوية إلى هبة نضالية قوية صونا لكرامتهم وسعيا لتحقيق مطالبهم المشروعة التي تضمنتها عريضتنا المطلبية المودعة لدى الوزارة الوصية من بداية العام الدراسي الجاري دون أي تجاوب معها حتى الآن،ولهذا قررت النقابة الخطوات الاحتجاجية التالية:
*توقف عن التدريس لمدة ساعتين ابتداء من الساعة:12H يوم الأربعاء 20 مارس الجاري مع وقفات متزامنة في نفس التوقيت أمام وزارة التهذيب والإدارات الجهوية للتهذيب في الولايات الداخلية.
*وقفة احتجاجية الساعة:10H أمام وزارة التهذيب يوم الثلاثاء 2 ابريل القادم.
*إضراب شامل عن التدريس لمدة ثلاثة أيام متتالية(الاثنين 22 والثلاثاء 23 والأربعاء 24) من شهر ابريل القادم.
انواكشوط:18 مارس 2019.
المكتب التنفيذي
#انتفاضة_الأساتذة