-موقع الاستقلال- أعلن اليوم في نواكشوط عن رحيل الرئيس الأسبق السيد محمد محمود ولد أحمد لولي بعد صراع طويل مع المرض تغمده الله بواسع رحمته
نبذة تاريخية :
ولد العقيد محمد محمود ولد أحمد لولي في تجكجة في 1943 حسب الأوراق الرسمية،كان من الضباط القلائل الذين اختارهم الرئيس المختار ولد داداه لتولي مناصب وزارية،
يحظى ولد أحمد لولي بعلاقات وطيدة،واحترام كبير داخل المؤسسة العسكرية،وعندما قرر الانقلابيون الإطاحة بالرئيس المختار ولد داداه،قرر هؤلاء أيضا بعدم إتمام العملية إلحاق ولد أحمد لولي باللجنة العسكرية للإنقاذ الوطني،وظل ولد أحمد لولي شاهدا على الخلافات العميقة بين رفاق السلاح.
لكن رفاق السلاح أيضا اختاروا ولد أحمد لولي لإدارة الدولة ليتولى في 3 يونيو 1979 م بعد الإطاحة بالمصطفى ولد محمد السالك،وتعيين أحمد ولد بوسيف رئيسا للحكومة.
وبصلاحيات محدودة،واصل الرئيس ولد أحمد لولي العمل في رئاسة الدولة،قبل أن يقدم استقالة بدأت أقرب إلى الإقالة،وحينها خرج ولد لولي – غير نادم – على ما يبدو على ’’ زمن العسكر والسياسة’’
اعتزل الساسة والسياسة،وبحسب مقربين منه فإن الوفاة المثيرة لرفيقه أحمد ولد بوسيف وكذا عملية الإعدام البشعة ضد رفاقه الثلاث محمد ولد عبد القادر وانيانغ مصطفى وصديقه الشخصي العقيد أحمد سالم ولد سيدي،جعلته يبتعد بشكل كامل عن تلك ’’ الدائرة القذرة’’
ومنذ أكثر من ثلاثين سنة،والعقيد محمد محمود ولد أحمد لولي يشتد في البعد عن السياسة وأضوائها،يحمل سبحته عندما يشارك في الأنشطة الرسمية،ويعتذر عن أغلبها.
بحسب مقربين منه فإن ولد أحمد لولي قرر الاعتذار عن حضور فعاليات خمسينية الاستقلال،لأنه حينها سيكون في رحلة دعوية.
لقد غادر الرجل السياسة،والجيش ووجد في المسجد والسبحة ضالته الكبيرة… يدخل المسجد بهدوء وبساطة ويغادره كذلك…يرفض الحديث إلى أي وسيلة إعلام ..مهما كانت
وكان محمد محمود ولد احمد لولي تولى في 3 يونيو 1979 م رئاسة موريتانيا بعد استقالة المصطفي ولد محمد السالك بسبب تبعات أزمة حرب الصحراء الغربية وما كانت البلاد تتخبط فيه من مشاكل داخلية والصراع على السلطة من طرف ضباط الجيش. بعد سبعة أشهر من الحكم أي في 4 يناير 1980 م تنازل ولد أحمد لولى بدوره عن السلطة لصبح ولد هيدالة هو الرئيس، منذ ذلك الوقت وهو يعيش في عزلة تامة عن السياسة وعن الحياة العامة حيث كان أول ظهور علني له أثناء تنصيب الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم طاقم "الاستقلال" إدارة وعمالا بخالص التعازي والمواساة إلى الأخت العزيزة والصحفية المتميزة اتبيره بنت أحمد لولي، وإلى جميع أفراد الأسرة الفاضلة، والله نسأل أن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح الجنان، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون