موريتانيا ليست كما تعود البعض أن يصفها ولاكما يحلو لآخرين أن يحتفظوا عنها بصورة نمطية ليست هي صورة موريتانيا الحقيقية.
موريتانيا بلغة الاقتصاد هي بلد ال 900مؤشر معدني التي تتشكل من كل الثروات المعدنية الأساسية بمخزون استراتيجي ضخم .
وهي بلاد تختزن ثروة هائلة بكرا من الغاز والبترول ؛ بحيث يتوقع لغاز موريتانيا أن يكون المصدر الأقرب والأرخص لأوروبا وآمريكا؛ ويتوقع أن يدخل في المنافسة بقوة مع غاز دولة قطر وإيران وروسيا وبقية الدول المصدرة للغاز في اجل يتراوح مابين 10 إلى 15 سنة من تاريخ اليوم حسب حجم الاستثمار فيه.
وهي بلاد الثروات البحرية الهائلة والثروات الحيوانية والزراعة على طول ضفة النهر وعلى طول القنوات الاصطناعية التي توسعت وامتدت في عهد فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز .
وموريتانيا هي صاحبة الموقع الأهم جيوسياسيا باتساع مساحتها ( مليون وخمسة عشؤ ألف كيلومتر مربع ) في حيز له تماس مؤثر مع دول المغرب العربي ودول إفريقية مهمة في شمال غرب إفريقيا ومنها دول قارية لا موانئ بحرية لها ؛ مما يجعل من الاستثمار في الموائئ والارصفة البحرية فرصة استراتيجية .
وموريتانيا تقع على بعد 40 دقيقة من الشواطئ الاسبانية في لاس بالماس فهي بوابة إفريقيا وأوروبا في آن واحد.
موريتانيا ديموغرافيا تتمتع بقوة بشرية شابة تمكنها من رفد قطاعات الدولة كلها بمايلزم من قوة بشرية مؤطرة ومدربة جيدا .
صحيح أن موريتانيا لم تحقق بعد طموحها الكامل في نهضة اقتصادية شاملة تحقق للموريتانين أملهم المنشود لكنها تغذ السير نحو ذلك بثقة وعزم ؛ وقد شهدت معدلات النمو فيها في السنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا رغم الظروف الإقليمية والدولية المعقدة.
إن ما تنتظره موريتانيا من الأشقاء في الخليج هو شراكة معها في ثرواتها الهائلة تمويلا وتطويرا فسوقها المعدني وسوق الطاقة فيها يستطيعان تشغيل عشرات المليارات من الدولارات لتعود عليها وعلى المستثمرين بالربح الوفير.
وموريتانيا سياسيا هي بلد محوري في الإقليم والقارة الإفريقية فهي تقود جهود الحرب على الإرهاب وجهود حفظ السلام بجيشها الوطني الذي شهد تطورا احترافيا وتسليحيا بارزا في عهد فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز ؛ وعلى المستوى العربي فإن موريتانيا وقفت بقوة رسميا وشعبيا مع الحلف العربي الذي يواجه أصحاب مشاريع الخراب في الوطن العربي ؛ ولم تخف موريتانيا ذلك .
إن موريتانيا وقفت بقوة في صف المملكة العربية السعودية والإمارات العربية دون تردد ؛ ولايمكن لموريتانيا أن تكون إلا في ذلك الحلف العربي الأصيل الذي وقف بحزم وعزم في وجه أطماع طهران في اليمن وفي كل بلد عربي تسللت إليه يد العدوان الإيراني الحاقد على هذه الأمة.
لقد كان حجم التفاف الموريتانيين كبيرا حول الموقف الرسمي مع المملكة العربية السعودية التي هي صمام الأمان للحمة الأمة وقدرتها على البقاء وعلى مقاومة كل عدو يريد شرا بأمتنا .
صحيح أن صخب الطابور الخامس لايخلو منه بلد ويوجد دائما من منصات الإعلام الصفراء ما يوفر منبرا لذلك الطابور ليصنع منه خبرا يخدم حملاته الزائفة على المملكة العربية السعودية لكن الحقيقة غير ذلك ؛ فموريتانيا بنخب علمائها وكتابها وشعرائها وصحافتها وأعيان مجتمعها عبرت عن لحمتها مع الحكومة الموريتانية في الموقف الصادق مع المملكة العربية السعودية .
ليس موقف النخب مع الرياض بالموقف السطحي ؛ فالرياض في عهد الملك سلمان حفظه الله ورعاه وعهد ولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان هي عاصمة القرار العربي والثقل العربي والمشروع العربي الكبير الذي سينفض عن الأمة غبار الخمول ويمنع لعب عواصم إقليمية معادية بشأن أمتنا.
إن حجم الصراخ ضد الرياض وحجم التحامل عليها يكشف رعب الأعداء من قائد وزعيم عربي شاب يمتلك كل اسباب النهوض بالأمة بقرار سيادي حصين وإرادة لاتفل وجماهيرية حاشدة داخل المملكة وخارجها .
رسالة موريتانيا لقمة الرياض الخليجية هي رسالة تضامن ومودة ووفاء بعهود الدم والدين مهما كانت التحديات وثقة بحاضر زاهر ومستقبل اغر في ظل تعاون اخوي وطيد بين جناجي أمتنا في الخليج وعلى ضفاف الأطلسي.
موريتانيا تقول لكم باختصار تفضلوا شاركنوا ثرواتنا الهائلة بالاستثمار معنا فيها ؛ ولا تظلوا اسرى للصورة النمطية عن موريتانيا البعيدة والفقيرة ؛فتلك الصورة لاوجود لها إلا في أذهان من لم يتعرف على موريتانيا في الوقت الراهن.
سلم الله بلاد الحرمين الشريفين من كل حاقد وحاسد ورد كيد أعدائها في نحورهم
بقلم : عبد الله بن بونا
كاتب وباحث استراتيجي