فقيه موريتاني يفتي بأحقية ولد الغزواني باستخلاف ولد عبد العزيز (صورة)

سبت, 12/01/2018 - 08:14

وجهة نظر شخصية حول رئاسة الجمهورية

الوضعية الموريتانية الحالية،لا تقبل السكوت،ومخاطر الكلام متعددة الجوانب،غير أن ركوب الخطر في سبيل قول الحق وحفظ الأمن واجب عَقديٌّ، و مسؤولية وطنية. سيما إذا تعلق الأمر بوظيفة رئاسة الجمهورية.

وقد حان لنا - بعد الإصرار الموفق لفخامة رئيس الجمهورية، على احترام الدستور الموريتاني، رغم الفتاوى الفقهية،و الآراء المصلحية،و الإغراءات المستقبلية - أن نقدم رأيا يساعد في إنارة الطريق في العشرية القادمة، التي تشكل -قطعا- حسما نهائيا لمستقبل هذه البلاد.

و بالنظر إلى أوضاعنا الداخلية، التي تحتاج لكثير من التوازنات السياسية، و الإقتصادية ، و الإجتماعية. و للحزام الإقليمي المحيط بنا،المشتعل بالحروب الداخلية،و الإرهاب العابر للحدود،و التدخلات الدولية، و خروج النظام العربي من المعادلات السياسية، و تزلزل ضوابط و قواعد العلاقات الدولية، و احتمال انفجار الثروات الطبيعية في منطقتنا الحدودية ، جنوبا و شمالا . فإن رئيس الجمهورية في هذه الحقبة،يجب أن تكون له بصيرة متقدة ، و قدرات متعددة ، و مواهب مفرطة ، و تجارب ناجحة،بها كلِها يتمكن من التصرف المبدع،بل و الفعل المعجز . لا من أجل كيان سياسي متماسك فقط ، ولكن أيضا من أجل القيام بدور ريادي فاعل في المنطقة ، و مع الشركاء الدوليين.

و منذ سنة ١٩٧٨ و الصالون السياسي،يفاضل بين الرئاستين المدنية و العسكرية.ومع أنني أرى أن أساس التفاضل هذا غير صحيح ، فإنه لاشك أن اختلاف الأحوال و الظروف قد يرجح بعض المؤهلات على بعض .

وقد دل التاريخ السياسي الموريتاني - رغم حداثته- على فشل ظاهرتين اثنتين.

الظاهرة الأولى : هي الجلوس على كرسي الرئاسة بدون حد معروف ولا زمن موصوف .(حالة المرحوم المختار ولد داداه و معاوية ولد سيد احمد الطايع) .

الظاهرة الثانية: هي " التمدِين" العفوي المباشر لرئاسة الجمهورية، بعد فترة ما من العسكرة المباشرة.(تجربة  ابنيجارة رحمه الله،و سيد ولد الشيخ عبد الله حفظه الله) .

لذا فإني أرى أن سلوك خط الوسط - ونحن أمة الوسط- بالبحث عن شخصية مزدوجة ، مدنية و عسكرية في آن واحد ، أكثر أمنا و أشد احتياطا.

ولا أرى أن أحدا يخالف في أن أولى الناس بذلك هو الفريق/محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني،فهومدني بداية و نهاية ، وهو عسكري رتبة و مهنة ، و تجربة موفقة .

قديما فاضل أبو تمام بين السيف و القلم فقال :

السيف أصدق أنباء من الكتب      في حده الحد بين الجد و اللعب

لكنه نسي أن جمع السيف و القلم معا ، أصدق من كل واحد منهما منفردا.

ثم إني أعتقد أنه لا يحتاج لترشيح مسنِدِ ، و لا إلى إنفاق مسرف.

كان الإمام بداه ولد البصيري عليه رحمة الله يعرض رأيه مؤصلا،و مفصلا، ثم يقول: هذا رأيي و من جاء بأحسن منه قبلته ، و لكنه لا يستطيع أن يأتي به.

منى إن تكن يكن أحسن المنى                    و إلا فقد عشنا بها زمنا رغدا

 

والله ولي التوفيق وهو الهادي إلى سواء الطريق

الأستاذ الفقيه/ إسلم ولد سيد المصطف