تقرير عن تورط طبيب شهير في جريمة قتل

أربعاء, 10/17/2018 - 01:45

-موقع الاستقلال-  كشفت القائمة التي حددها المحققون الأتراك، والتي ضمت 15 سعودياً، تورط الطبيب صلاح محمد الطبيقي في قضية جمال خاشقجي. الطبيقي خبير تشريحٍ رائدٌ في عمليات التشريح السريعة والمتنقلة.
وتضيف عرب بوست التي نشرت هذا التقرير بأن صور المراقبة كشفت أن الطبيقي سافر إلى إسطنبول بعد فترة وجيزة من دخول خاشقجي إلى القنصلية السعودية، ثم غادر تركيا بعد 9 ساعات، وذلك حسبما أوضح المسؤولون الأتراك.

يتسبب الحضور المزعوم للطبيقي -الذي نشر أوراقاً بحثية عن جمع أدلة الحمض النووي وتشريح الأجساد البشرية وألقى دروساً في هذا المجال- في تضخيم الرواية المروعة التي طرحها المحققون الأتراك.

تفول الرواية التركية حتى الساعة: فرقة من السعوديين دخلت الأراضي التركية بطائرتين خاصتين، ثم قتلت خاشقجي وقطّعت جثته لإخفاء أدلة الاغتيال.

معظم أعضاء الفرقة في الجيش أو الحرس الملكي السعودي

وتوضح كتابات الطبيقي الأكاديمية وحساباته على شبكات التواصل الاجتماعي وسجلّات المكالمات الهاتفية والوثائق الأخرى المتعلقة به، أنه ربما بدا دخيلاً نوعاً ما بين مجموعتين من أشخاصٍ سعوديين، يقول المسؤولون الأتراك إنهم وصلوا، وغادروا في بالتزامن مع اختفاء خاشقجي.

وتشير الحسابات الشخصية للعملاء الـ15 على شبكات التواصل الاجتماعي أو الحسابات المنشورة، إلى أن 7 من الفريق، المكون من 15 شخصاً، أوضحوا في هذه الحسابات أنهم ينتمون إلى الجيش السعودي.

هذا فضلاً عن أن 4 من السبعة، إضافة إلى اثنين من الثمانية الآخرين، يُعرِّفون أنفسهم في تطبيقٍ هاتفيٍّ مدفوعٍ، بأنهم يعملون في الحرس الملكي السعودي، حسبما أوضحت لقطات شاشةٍ ملتقطةٌ من التطبيق MenoM3ay.

استعرضت صحيفة The Washington Post المعلومات، ولكن لم يتم التأكد بصورة مستقلة من ادّعائهم الانتماء إلى الجيش السعودي.

الطبيقي لا يردُّ على الاتصالات، وعمُّه يدافع عنه

ولم يردَّ الطبيقي على رسالة بريد إلكتروني ولا على الرسائل الهاتفية التي أُرسلت إلى 3 أرقام مرتبطة بحسابه الذي أنشأه على تطبيقٍ هاتفيٍّ عربيٍّ مدفوع.

غير أن حساباً لشخص يُدعى الدكتور منصور الطبيقي، ويزعم أنه عم صلاح الطبيقي، نشر تغريدة يوم الأربعاء 10 أكتوبر/تشرين الأول 2018، تقول إن ابن أخيه لا يمكن أن يقوم بهذا العمل الشنيع. وقال في تغريدته: «نشأ في بيت دين وعلم… ليس وطنياً من يقوم بهذه الأعمال الإجرامية، فتِّش عن المستفيد من هذه المؤامرة القذرة!».

يعود تاريخ الدور البارز الذي يؤديه الطبيقي في المجتمع العلمي السعودي وأجهزة الأمن السعودية، إلى عقدين من الزمن، منذ أيام حكم الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود.

وسُلِّط الضوء على زيارة الطبيقي المزعومة لإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وسط تكهنات معلنة تتعلق بما إذا كان القتل، في حالة ثبوت اغتيال خاشقجي فعلياً، متعمّداً أم أنه نتيجة تحقيقٍ أو عملية اختطافٍ سارت على غير ما كان مخططاً لها.

حساباته على الشبكات الاجتماعية تؤكد أنه طبيب تشريح

أظهرت صورةٌ نشرتها السلطات التركية الطبيقي، إضافة إلى الـ14 الآخرين، مصحوبةً بأسماء هؤلاء، وتزعم أنهم وصلوا إلى إسطنبول في اليوم نفسه الذي أُعلن فيه اختفاء خاشقجي.

ونُشرت الصورة لأول مرة، مساء الثلاثاء 9 أكتوبر/تشرين الأول 2018، عن طريق صحيفة «صباح» التركية، وهي صحيفة موالية لحكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأكد 3 مسؤولين لصحيفة The Washington Post الأربعاء 10 أكتوبر/تشرين الأول 2018،  أن القائمة كانت وثيقةً دقيقةً للسعوديين المشتبه فيهم.

ومنذ ذلك الحين، أشار العديد من الصحف ومواقع الأخبار إلى حساب الطبيقي على موقع LinkedIn، إضافة إلى منشوراته الأخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل التعريف بأنه مسؤول طب شرعي، بالرغم من التفاصيل القليلة التي تتحدث عن سيرته الذاتية.

ومواعيد تحركاته ذلك اليوم مثيرة للريبة

أشار تقرير صحيفة صباح إلى أن الطبيقي غادر في طائرة من طراز «غلف ستريم» متجهاً إلى إسطنبول وقادماً من الرياض، حسب سجلات رحلات الطيران.

تحركت الطائرة بعد 9 دقائق فقط من دخول خاشقجي القنصلية السعودية في إسطنبول.

ثم ظل خبير التشريح لمدة أطول من الآخرين في المجموعة، ليغادر إسطنبول في حوالي الـ11 مساءً على متن طائرة سعودية مختلفة، حسب تقرير الصحيفة.

ما هو سبب سفر خبير تشريح سعودي إلى تركيا لعدة ساعات إذاً؟

قال بروس ريدل، وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية وباحث في معهد بروكينغز: «إنه أمر ملحوظ للغاية. لا يمكنني أن أفكر في بديل لسببٍ يجعلك تحتاج إلى خبير طب شرعي، إلا إذا كنت تخفي أدلة ارتكاب جريمة».

وقالت الحكومة السعودية إن خاشقجي غادر القنصلية وحده. ولم تردّ على عددٍ من الأسئلة التي طرحتها الصحافة هذا الأسبوع، بما فيها طلب قُدّمته Washington Post الخميس، لتفسيرٍ محددٍ لسفر الطبيقي.

علماً أنه يشغل منصب مدير الطب الشرعي بالإدارة العامة للأدلة الجنائية بالأمن العام في وزارة الداخلية السعودية.

الإعلام المدعوم من السعودية يقول إنهم سياح اتُّهموا خطأً

ادَّعت قناة العربية المملوكة للسعودية على موقعها الإلكتروني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الخميس، أن الطبيقي والـ14 الآخرين كانوا «سائحين اتُّهموا بالخطأ بقتل» خاشقجي.

نشر حساب العربية على موقع تويترفيديو ظهرت فيه صورة شخص، عرَّفته صحيفة صباح بأنه الطبيقي، وهو يقف في مطار إسطنبول.

وتساءلت القناة السعودية عن موثوقية الصورة، قائلة إنها غير مؤرخة، وإنها لا يمكن أن تكون لسعودي يدخل البلاد في طائرة خاصة؛ لأن الرجل يقف في طابور، على ما يبدو من أجل مراقبة جوازات السفر.

وقالت مُقدِّمَة التقرير في تعليقها على الصورة: «إحدى الصور التي أُسيء استخدامها لشخصٍ وزوجته في المطار، مع مسافرين عاديين خلفهما».

تورط الطبيب صلاح محمد الطبيقي في قضية جمال خاشقجي يحسم أنه ميت

كان أحد أوائل الأشخاص الذين قالوا إن الطبيقي خبير طب شرعي سعودي هذا الأسبوع هو قتيبة إدلب، وهو رائد أعمال سوري يقول إنه تشاور مع قيادة العمليات الخاصة المشتركة الأميركية حول مشروعات مكافحة الإرهاب في السنوات الأخيرة.

وقال إدلب، الذي ولد في السعودية ويعيش الآن في واشنطن، إنه كان على معرفةٍ بخاشقجي.

بدأ ينشر على موقع تويتر صوراً عثر عليها وتعود إلى الـ 15 شخصاً -بعضهم كان يرتدي زياً عسكرياً ويشهر السلاح- أملاً في المساعدة للضغط على السعودية من أجل إطلاق سراح خاشقجي.

بيد أن إدلب أوضح أن ما بدأ في العثور عليه سرعان ما جعله يفقد الأمل في أن يكون خاشقجي لا يزال على قيد الحياة.

قال إدلب: «ما أوصلني إلى ذلك حقاً هو وجود الطبيقي، فهو حرفياً الشخص الذي أُرسل للتعامل مع الجثث».

وهو الخبير الطبي والمقرب من العمليات الأمنية السعودية

يعمل الطبيقي، البالغ من العمر 47 عاماً، في موقعين في المملكة العربية السعودية.

إذ إنه أستاذ جامعي كبير في قسم الأدلة الجنائية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية.

ويرأس محاضرات أطروحات الماجستير المتعلقة بتحديد العظام من خلال تحليل الحمض النووي، وكيف تُقَيَّد تحليلات الأنسجة الجينية بسبب استخدام الفورمالديهايد.

لكن الطبيقي أيضاً قريب من العمليات الأمنية السعودية، فهو يلقي دروساً ويقدم آراء خبراءٍ حول جمع الأدلة والتحقيقات.

أما خدماته التشريحية، فسبق أن موَّلتها الدولة لخدمة الحجاج

في عام 2014، أقنع المسؤولين السعوديين ليسمحوا له بالمساعدة في تصميم وشراء مختبر تشريح بحجم مقطورة بمبلغ 2.5 مليون دولار، كي يكون مع المسلمين أثناء أدائهم مناسك الحج إلى مكة.  

في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، وصف المقطورة بأنها الأولى من نوعها في العالم. وقال إن التشريح المحمول يمكن أن يقدم تحليلاً أولياً لبعض الأمراض في سبع دقائق، «وتقديم خدمة التشريح للجهات الأمنية في وقت قياسي».

بقية الصور: