-موقع الاستقلال- توفي شاب ليلة البارحة بعد قضائه نحو خمس ساعات من قدومه إلى قاعة نزلاء غرفة “الحالات المستعجلة ” بالمستشفى الوطني الكبير بالعاصمة الموريتانية نواكشوط.
وقال شهود عيان ، إن شقيق الشاب المتوفى — العامل بمخبزة — أمضى جل وقته في البحث عن موظفين وممرضين وأطباء، للمعاينة أو المعاملات الإدارية أو لإجراء كشف طبي ، حتى فاضت روح شقيقه إلى بارئها .
كاميرا أغشوركيت انفو -الذي أورد الخبر- رصدت جانبا من حكاية المأساة التي تترجم في بعدها ” اللا إنساني” غياب الرعاية في مستشفى البلاد الرئيسي ، كما تنبئ عن تفاقم تسجيل عشرات الحالات المرضية المشابهة ، بسبب ما يعيشه المستشفى من إهمال وتقصير وفساد .
كاميرا الموقع ، رصدت ردات فعل شقيق ومرافق الطفل الضحية ، حيث عمد إلى تكسير أبواب ونوافذ الغرفة في غياب رئيس فريق المداومة ( س ا د ) ، وفرار حرس وأمن المستشفى ، الأمر الذي دفعهم في الأخير إلى الاستعانة بدورية من الأمن تدخلت لتهدئة مرافق المريض وثنيه عن ما أسمته ” العمل الإجرامي المشروع ”
معاودو المستشفى ، أوضحوا بأنه من النادر خروج مريض من غرفة “الحالات المستعجلة ” معافى، وذلك نظرا لغياب العناية و الرقابة الصحية اللازمة على هؤلاء المرضى، حيث يعاني مرافقوهم من البحث عن الطبيب الذي خرج إلى المطعم، أو عن الممرض الذي ترك مكتبه وخرج للتدخين أو شراء بعض حوائجه ، أما الموظفون، فهم غائبون في أكثر أوقاتهم ” .
وحمل هؤلاء المواطنون الدولة وقطاع الصحة ، كامل المسؤولية في رداءة الخدمات الصحية المقدمة في مراكز الاستطباب ، خصوصا غرف الإنعاش والحالات المستعجلة .