الموريتاني متمعدد بطبعه، مخشوشن في ظعنه، يعرب إذا استعرب، ينشد إذا طرب، يقرض القصيد سليقة إذا استمطر، يكرم إذا طرق،يؤم المحراب إذا نودي حي على الفلاح، يتصدر مجالس الفتوة والإفتاء إذا أشكلت نازلة أو اذا تحلق اهل العلم في منتدى أو مجالس ذكر.
الموريتاني الحق ،شنقيطي الانتماء، لا يفرك ولا يفرك، لايضل ولا يضل، لا يزل ولا يزل، ولا يظلم ولا يظلم.، لا يخون إذا ائتمن، ولا يكذب إذا حدث، ولا يغدر في عهد، ولا يفجر في خصام.
الموريتاني المسلم، أخذ من رباط المرابطين، ومن فراسة الملثمين أن يقصد الله ، إذا أحب أحب لله، وإذا أبغض أبغض لله، وإذا أعطى أعطى لله، وإذا منع منع لله.
ذاق طعم الإيمان، فرضي بالله ربا ، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
وجد حلاوة الإيمان ، فكان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، يحب المرء لا يحبه إلا لله، ويكره أن يعود إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه ، كما يكره أن يلقى في النار.
هين لين، سريع الغضب سريع الرضا، يحسن الظن ومن حسن الظن ما قتل الأحرار، ومنه ما خدع الضرار.
علمته الحياة، أن يتمنى الخير للجميع..فسعادة الآخرين لن تأخذ من أحد سعادته، وغناهم لن ينقص من رزقه، وصحته لن تسلبه عافيته ، والله هو مكور الليل على النهار، ومقدر الأقدار، وكل شيء عنده بمقدار.
لكن الموريتاني المسالم هذا، الجمل الصبور الضمور، وأسد الغابة المنزوي في كهوف الجبال، لا يقبل الظلم، ولا يرضي بالضيم.، ولا يحب ذا الوجهين، ولا يلدغ بجحر كرتين ومرتين.
فحذار أن يصم آذانكم، صخب ايرا، أو مكاء المتطرفين، أو نفاق المبلسين.
حذار الجمل الأنف : إذا رفس انتقم، وإذا أكل جهر بالسوء لأنه ظلم.
حذار الأسد إن جرح، ثم استغضب، وثب فأكل اللحم والعظم ، وشرب الدم الدم.
يا أهل الكراهية، ويا مترفي وكبراء القرية، ويا ظلمة الأحرار.. لا تحسبونا جمالا نركب وبالملح نعلف، ولا أسودا تخصى ويتلهى بها الزوار.. الناس في صحراء الملثمين معادن، ومن المعادن من لا يظهر بريقه إلا تحت لهيب النار ، و لا تنكشف لئالئه إلا إذا تغولت الضباع و عوت الذئاب. ، واستحلى البراغيث وخز الإبر في نواصى الساجدين لله الواحد القهار.
محمد الشيخ سيد محمد /أستاذ وكاتب صحفي