مستشفى الصداقة: المشرف على عملية عائشة لحبيب.. يروي تفاصيل الحادثة المثيرة (هوية)

أحد, 07/29/2018 - 16:07

 بسم لله الرحمن الرحيم

وصلى الله وسلم على النبي الكريم،  وبعد

فقد طالعتنا وسائل اعلام رسمية وافتراضية بخبر تم تداوله علي نطاق واسع دون ان يسعي الجميع في البحث عن الحقيقة واتخاذ السبل السليمة لتناول هذا النوع من المواضيع الحساسة. واود في البداية ان اترحم علي روح الفقيدة واسأل الله ان يتغمدها برحمته الواسعة وان يلهم ذويها الصبر والسلوان. كما هو معلوم فالاطباء هم ملائكة الرحمة سخرهم الله لنفع البشرية ولدفع الاذي ولايمكن لمن قدر الله له ان يشرف علي هذا العمل النبيل ان يسعي يوما في قتل نفس بشرية. لكنها في الحق مهنة عرفت انها مهنة الصعاب والعقبات.

الجراحة من العلوم الطبية التي بالكاد لايذكر ولا يسجل الافشلها ويحمله المجتمع للجراح فقط، اما نجاحاتها فتعتبر حدثا عاديا علي الرغم من وجود عدة اطراف متداخلة في كل عمل جراحي.

شاءت الاقدار ان اشرفتُ علي هذه العملية بعد ان تعذر حضور زميلي الذي باشر المريضة لاول مرة لاسباب صحية طارئة، وحرصا منا في القسم ان لا تتاخر مواعيد حددت سلفا فقد اجريت تلك العملية للمريضة المذكورة وكانت في جانبها الجراحي روتينية وناجحة ولم تشهد اية مضاعفات ولله الحمد لم يكن هناك أي نزيف كما قيل حتي ان المريضة كان عندها مفجر(Drain) الذي لم ينزع الا بعد وفاة المريضة، ولم يكن فيه دم وهي بالمناسبة مسجلة؛ كما انها من العمليات الروتينية الاكثر شيوعا عندنا.

تعتبر وفاة اي مريض صادمة و فاجعة خصوصا اذا كان ذلك علي خلفية عمل جراحي رغم تعدد اسباب الوفاة واختلافها ورغم تداخل الأدوار واختلافها بتعدد الاطراف المتداخلة في اي عمل جراحي مما يجعل تحديد المسؤوليات يقتضي فهماوكفاءة واطلاعا علي حيثيات الامور في تفاصيلها الدقيقة.

غياب الطب الشرعي واستقالة الجهات الرسمية عن القيام بدورها كما ينبغي في هذا النوع من المواقف سمح للكثيرين بالخوض عن جهل في قضايا علمية بل تجاوزوا الي ابعد من ذلك للقيام بمحاكمات افتراضية وتوزيع التهم وامتهان التشهير دون تحفظ. بقدر مانرفض ان نتجاوز اية حالة وفاة مشتبه فيها دون المرور بالمراحل الاعتيادية لتحديد اسباب الوفاة قبل الدفن اكراما للمتوفي ومواساة لذويه.

وحفاظا علي حقوق جميع الاطراف فاننا ايضا لانقبل باتهامنا في اخلاقنا ولا في عملنا وان كنا لانهتم لذلك لان اعمالنا خالصة للواحد الاحد السميع العليم الذي يعلم ماتخفي الصدور.

وفي الختام اتمني ان يكون للجهات الرسمية دورها المتوقع في هذه القضية بعيدا عن العاطفة واستخدام الضغوط والعلاقات الاجتماعية حفاظا علي حقوق الجميع وصيانة لاعراضهم.

رحمها الله وغفر لها وألهم ذويها الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.

د. علي محمد ددْ