سجين يكتب: إلى نقابة الأخصائيين.. مساحيق التجميل هذه لن تغطي جشعكم وأنانيتكم (هوية+صورة)

سبت, 04/21/2018 - 22:07

-موقع الاستقلال- 

لن تقف الخلافات بيني وبين وزارة الصحة، و إيداعي السجن من طرفها، دون قول الحقيقة، فلم اسكت في الماضي ولن أسكت اليوم عن باطل مصاصي دماء المرضى و أسلافهم من ديناصورات الفساد ، من مؤسسي نقابة الطمع، و من من يسيرون على نهجهم الهدام،  وقد كتبت في السنوات الماضية عدة مقالات، عن فساد تلك النقابة و مؤسسيها، و يمكن الرجوع إلى الشيخ كوكل مثلا لقراءة مقال كتبته قبل ثلاث سنوات تحت عنوان “إلى مؤسسي نقابة الأخصائيين… أنتم سبب شقاء الطبيب و المواطن على حد سواء..!!” وبعد كتابة ذلك المقال بأيام قليلة قام الأشراف من أطبائنا بالأنسحاب و الإستقالة من تلك النقابة المشؤومة، و كان من بين المنسحبين الشرفاء الرئيس و نائبه و أعضاء آخرين…. و الآن أقول، يتمتع الطبيب الموريتاني على العموم بالكفاءة و الأخلاق و المهنية، سواء كان ذلك الطبيب عاما أو متخصصا، إلا أن جشع و طمع مؤسسي نقابة الأخصائيين و كذلك بعض منتسبيها كان وبالا على الطبيب الموريتاني حيث أنهم بتصرفاتهم الطماعة شوهوا سمعة الطبيب الموريتاني ، في الإعلام و بين العامية، و إليكم سردا لبعض الافعال و التصرفات القبيحة لمؤسسي هذه النقابة و من يسير على نهجهم:

١-  حتى سنة ٢٠٠٦ كانت عندنا نقابة موحدة للأطباء كما في جميع دول العالم، في بداية سنة ٢٠٠٧، اجتمع ثمانية من ديناصورات الفساد كلهم أطباء أخصائيون و قرروا تفكيك نقابة الأطباء بتشكيلهم نقابة الطمع نقابة الأخصائين( في جميع دول العالم لا توجد نقابة للاخصائيين، رغم ان من بين الدول المجاورة من فيها عشرات الآلاف من الأخصائيين، أما عندنا فشكلوا نقابة الطمع بإسم الأخصائيين رغم أن عدد الأخصائيين عندنا لا يتجاوز  ثلاثمائة… بل أن عدد الأطباء بصورة عامة في بلدنا لم يصل إلى الألف حتى الآن…)….

٢- بعد تشكيلهم لنقابة الجشع ٢٠٠٧، قرر مصاصوا دماء المرضى الدخول في إضراب، من أجل تحقيق بعض المطالب الخاصة بالأخصائيين، و من بينها علاوة ترفع من رواتبهم، وكان مصير ذلك الإصراب الفشل بعد ٧٢ ساعة، بسبب عدم تعاطف الأطباء و الممرضين…               .٣- في سنة ٢٠٠٨ قررت نقابة” جين  شور العيادة الدحميس” الانتقام من الأطباء العامين و الممرضين، و ذلك  عندما دخل رئيس تلك النقابة الأنانية القصر الرآسي، طالبا من المسؤولين، منح الاخصائيين علاوة للخطر( رغم أن الطبيب العام والممرض هما الأكثر تعرضا للخطر، بحيث أنهما يمكن أن يكشفا على اكثر من مائة مريض في اليوم الواحد، من دون أن يوجها للاخصا ئي ولا مريضا واحدا…) و تم لهم ذلك و كسبوا به ود بعض الأخصائيين قريبي النظر لكنهم فقدوا ثقة الكثير من الأطباء الوطنيين كما فقدوا ثقة كل الممرضين، خاصة عندما نعلم بأن هذا المبلغ المقسم على الأخصائيين على أنه علاوة للخطر، هو عبارة عن مخصص لجميع عمال الصحة كان موضوعا على طاولة الوزير الأول للتوقيع عليه بخصوص” نظام الأسلاك”.

٤- وفي هذه النقطة بالذات سوف يتضح للجميع مدى الأنانية و الجشع و الجوع والطمع و قلة الوطنية الذي يعاني منه هؤلاء… وذلك عند ما نتذكر إضرابهم سنة ٢٠٠٩ بسبب رفضهم لتوقيع وزارة الصحة عقدا مع الأستاذة المغربية الشهيرة و المتخصصة في الأشعة، بحجة أن ذلك العقد سوف يكون بداية لإبرام عقود أخرى مع أخصائيين آخرين أجانب.مما سيؤثر حسب اعتقادهم على دخلهم المادي. أما مصلحة المواطن فهي آخر ما يفكرون به…ولكن ذلك الإضراب فشل مثل سابقه،  و سبب فشله هو عزلتهم التي وضعهم فيها عمال الصحة ردا على أنانيتهم و جشعهم ….                    .٥-  في سنة ٢٠١٤ قرروا أي الكبار في نقابة الأخصائيين الدخول في إضراب بسبب عدم سماح المستشفى الوطني لهم بإدخال سياراتهم، ففهموا أن ذلك القرار إهانة لهم، وقرروا الدخول في إضراب بالتنسيق مع بقية عمال الصحة، فرفض طبعا العمال التنسيق معهم، أو الإضراب من أجلهم لأن ذاكرتهم ليست ضعيفة كما يظن مصاصوا دماء المرضى، وكتبت أنا مقالي المعروف تحت عنوان” إلى نقابة الأخصائيين أنتم سبب شقاء المواطن و الطبيب على حد سواء”…فكانت محاولة الإضراب الفاشلة تلك و ذلك المقال بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث انسحب الاخصائيون المخلصون من تلك النقابة و كان من بين المنسحبين رئيس و نائبه بالإضافة إلى مجموعة من الأعضاء، و من ذلك اليوم هم في سبات شتوي، وحتى الآن حيث بدؤوا محاولتهم التسلق من جديد…

٦- الآن في سنة ٢٠١٨ قررت نقابة” جين شور العيادة” المحاولة من جديد إلا أنها هذه المرة قررت بطريقة خبيثة و ذكية إخفاء وجهها المعهود القبيح، قررت إخفاءه، ببعض مساحيق التجميل، من بينها شعارات إصلاح القطاع و مجانية الحالات المستعجلة… و أخفت وجهها كذلك بقيامها بتشكيل نقابة للأطباء العامين على عجل،(غير مرخصة طبعا) حيث شكلت تلك النقابة من أطباء شباب ليسوا طبعا متطلعين على التاريخ الأسود لنقابة مص دماء المرضى( و للأمانة فإن من بين الأطباء العامين الشباب خيّرين جداجدا.. ) ولم ينتبهوا أيضا أي الأطباء العامون أن في العالم كله ليست هناك نقابة للأطباء العامين و إن تشكيل نقابتين واحدة للأخصائيين و أخرى للأطباء العامين إنما هو سابقة من نوعها تحدث أول مرة في موريتانيا،  بتخطيط و تنفيذ نقابة مص دماء المرضى، المسماة بنقابة الاخصائيين….                  .٧- تقوم نقابة مص دماء المرضى أي نقابة الأخصائيين الآن بحملة إعلامية شرسة انتقاما من عمال الصحة من أطباء و ممرضين، وذلك بالهجوم على أكبر تجمع نقابي للصحة ألا و هو الاتحاد العام للعمل والصحة و الذي يوجد من بين أعصائه ٤٠% من الأطباء الأخصائيين الموريتانيين، واصفين أتحادنا بنقابة الوزارة، و هل يعقل أن أكون أنا عضوا في نقابة الوزارة ، و هل يعقل ان أدافع عن نقابة الوزارة، لا أبدا لسنا نقابة الوزارة و إنما منسقية لنقابات الصحة الجادة و الوطنية و المصالح العليا لعمال الصحة والبلد بصورة عامة هي هدفنا و على أساسها أسسنا أتحادنا.. ولقد نسي اولئك أننا في السنة الماضية عندما تم الأعتداء الجسدي على الرئيس الحالي لنقابة الأخصائيين أننا نحن من دافع عنه… في المقابل قبل أيام من الآن عند ما رفع أحد الأطباء العامين المشاركين في إضرابكم الحالي، شعارا وطلب بالعدالة في قضيتي، صرختم في وجهه بأنه يتكلم خارج الموضوع( لأن موضوعكم فقط مادي نقدي بحت و حب الأنتقام يجري في دمائكم…) و هو كطبيب عام شاب موضوعه نضالي بحت….

٨- إن تصرفاتكم المشينة و التي شبيتم وشبتم عليها منذ تأسيسكم لنقابتكم نقابة الأنانية و الطمع منذ مايزيد على عقد من الزمن، هي السبب وراء سمعة الطاقم الطبي السيئة عند المواطن وفي الإعلام، فأنتم من فتح عياداتكم أمام المستشفيات و أصبحتم توحهون المرضى إليها. انتم من يعمل في المستشفيات العمومية ساعتين فقط في الأسبوع، بدل اربعين ساعة، انتم من يقدم اكثر من مائة استشارة يوميا في العيادة و لا يقبل أن يقدم سبعة استشارات في الأسبوع في مستشفيات الدولة، أنتم من يستقبل المرضى في العمومي بوجه عبوس وفي العيادات الخاصة بوجه بشوش …يامصاصي دماء المرضى يا مفسدين ياديناصرات خراب القطاع…و في الختام يجب على الطبيب الموريتاني الشريف سواء كان عاما او متخصصا و أغلبنا شرفاء لله الحمد والشكر، علينا الابتعاد عن أمثال هؤلاء فقد شوهوا سمعتنا و خربوا قطاعنا بجشعهم و طمعهم و أنانيتهم و خبثهم….يتواصل

بقلم الدكتور محمد ولد أممد

السجن المدني انواكشوط