-موقع الاستقلال-
طالعت باستغراب تام وحيرة مريبة مساء اليوم بيانا منسوبا لحزب تكتل القوى الديمقراطية يزعم فيه أن بعض المحسوبين على حزبنا حزب الإتحاد من أجل الجمهورية قاموا بالاتصال ببعض ساكنة أبي تلميت منتحلين صفة ممثلين لحزب تكتل القوى الديمقراطية بغية الحصول على بطاقات التعريف لاستغلالها في عمليات التسجيل على لوائح الانتساب لحزبنا حزب الإتحاد من أجل الجمهورية...
ومرد إستغرابي وحيرتي نابع من تساؤل كبير هو كيف لحزب يحترم نفسه ومنتسبيه أن يلجأ إلى الخداع والمغالطة ، ويرضى من الغنيمة السياسية بكيل الإتهامات و إطلاق الشائعات عن وقائع انتحال لا يصدقها العقل ، ولا يدعمها الواقع ...؟
إن هذه الطبعة الجديدة من الشائعات يفندها الواقع ، وأنا على يقين أن سكان بتلميت حتى من منتسبي التكتل لن يقتنعوا بهذه الرواية المبتذلة التي وردت في البيان ، وأغلب ظني أن من وقّعوها قاموا بذلك عن بعد إن لم تكن توقيعاتهم انتحلت هي الأخرى .
إنها حجة داحضة إذا ومن شواهد ذلك :
ــ أن حزب الإتحاد من أجل الجمهورية ليس بحاجة إلى هذه الأساليب للترويج لنفسه ، فبضاعة التكتل بأبي تلميت أصبحت بضاعة كاسدة، وصفته التي يدعي انتحالها أصبح الناس فيها من الزاهدين ، واستغلال اسم الحزب ليس الطريقة الأمثل للحصول على بطاقات التعريف ففاقد الشيء لا يعطيه ولا أدل على ذلك من مهرجانه الأخير بمدينة أبي تلميت الذي لم يعرف حضورا يذكر.
ــ من جهة أخرى يدرك البوتلميتيون قبل غيرهم أن التكتليين بمدينتهم أفراد قلة لا يشكلون تهديدا لنجاح حملة انتساب حزب كبير و مؤثر كالاتحاد من أجل الجمهورية ، فهم يعدون على أصابع اليد الواحدة واستهدافهم ليس هدفا ولا وسيلة .
ــ يعلم التكتليون الصادقون أن أنصار الاتحاد من أجل الجمهورية أغلبية ساحقة بأبي تلميت ونتائج الاستحقاقات الدستورية الأخيرة التي حمل التكتل لواء معارضتها خير شاهد على تصدر الاتحاديين للمشهد بالمدينة .
ــ ما كان للاتحاديين أن يلوذوا بكهف مهجور بعد الدعم الذي حظوا به من شخصيات ومرجعيات علمية ودينية و إجتماعية وازنة بالمقاطعة بل وبالوطن برمته ، وشعبية الحزب بعد هذا الدعم لم يعد بالمقاطعة من بمقدوره المزايدة عليها أو التشكيك فيها ، وهو دعم وعناية يشكلان صمام أمان وحاضنة لشعبية متنامية تقتبس من فيح هذه الشخصيات و توجيهاتها وتعلم أن الخير كل الخير فيما اختارته و وجهت به من دعم و مساندة لمؤسس حزبنا و قائد أمتنا و رمز حريتها و انعتاقها و تطورها و نمائها فخامة السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
ــ ما دام حزب التكتل أقر في بيانه بمعرفة المنتحلين لصفة الانتماء إليه بغية الحصول على بطاقات تعريف مناضليه وأنصاره فلماذا لا يكشف أسماء هؤلاء المنتحلين ويبادر بإجراءات مقاضاتهم أمام القضاء، لكننا على يقين أنه لن يفعل لانعدام الأدلة والبراهين.
ــ ثم من يصدق أن التكتل الذي افتتح حملة انتسابه منذ أكثر من سنة على عموم التراب الوطني ولم يستطع لحد الساعة تنصيب وحدة واحدة لا في أبي تلميت ولا في غيره من كافة التجمعات السكنية على كافة حوزة بلادنا الترابية قادر اليوم على تهديد قناعات أمة اجتمعت على كلمة سواء بينها، ألا وهي الانتساب لحاضنتها السياسية و مجمع تطلعاتها نحو غد أفضل و مستقبل أكثر إشراقا ألا و هو حزبنا حزب الإتحاد من أجل الجمهورية.
أعتقد أن كل هذه الحجج كافية لإقناع التكتليين قبل غيرهم بأن فرية الانتحال مضحوضة ، وأن الحقيقة القائمة لن تنقلب فرية مزعومة.
باب أحمد ولد محمد ولد باب أحمد
مدير النقل الجوي -الوكالة الوطنية للطيران المدني- "ANAC"