-موقع الاستقلال- ملأ السيل بطحاء شنقيط، فغمَرَ قلوب سكان المدينة التاريخية بالفرح، بعد عقود طويلة من الجفاف، كادت تفتكُ بالمدينة الأشهر في البلد، وتحولها إلى مدينة أشباح، بعد موت النخيل وتلاشي الواحات، وهجرة الناسِ بحثًا عن الحياة في المدن الكبيرة.
أمطار هذا العام أعادت الحياة إلى المدينة، فخرجُ السكان لاستقبال السيل القادم من أعالي “ظهر آدرار”، يفترشون الأرض بالقربِ من ماء انتظروه لعقود طويلة، ويستعيدون قصصًا وخرافاتٍ عن “السيل” كادت هي الأخرى أن تختفي.
تفصل “البطحة” المدينة القديمة (الزيرة) -كما يطلق عليها السكان-، عن المدينة الجديدة (الصنگه)، حتى بدا السيلُ المنهمر كالنهر الجاري، يفصلُ بين حقبتين زمنيتين، ويرسم صورة قديمة لمنطقة يُقال إنها كانت في السابق مليئة بالأنهار، قبل أن يضربها الجفاف والتصحر.
السكان يهابون هذا “النهر المؤقت”، ولكنهم يحبونه أيضًا، يقتربون منه دون أن يخاطروا بملامسته؛ يقولون إنه يبتلعُ من يخاطر بدخوله.
صحراء ميديا