-موقع الاستقلال- لا شك أن معهد بتلميت شكل بادرة نادرة من حيث الفكرة والدور والأثر البالغ في نشر العلم وتحصين عدد كبير من الشباب آنذاك من انزلاقات الغربة والضياع والعزوف عن التحصيل المعرفي والتوجه بدل ذلك إلى تأمين لقمة العيش في ظل موجة جفاف غير مسبوق كادت أن تأتي على الاخضر واليابس مما جعل الأسر مضطرة تحت ضغط الفاقة إلى السماح لابنائها بالسفر في رحلة غير ممتعة ودروبها ليست مفروشة بالورود . كما أن المعهد نجح في مزاوجة صعبة التطبيق والتقبل بين المنهجين التقليدي و الحديث في المحتوى وطرق التدريس وتعدد التخصصات تنم عن بعد حضاري راق لمؤسسه الشيخ عبد الله ول الشيخ سيديا وخروجه عن المألوف في انفتاح المؤسسة على كل الراغبين من الطلاب من جميع أنحاء الوطن ودول الجوار وتحمله تكاليف الإقامة والغذاء والكسوة للطلبة وصرفه رواتب منتظمة للعاملين من مدرسين وطواقم إدارية وعمال يدويبن .كما أن المعهد كان صورة لامعة مشرفة ومثار فخر واعتزاز لبتلميت ولأسرة أهل الشيخ سيدي زادتهم صيتا ورفعة وكرما وخدمة للعلم واكراما لطلابه من جيل الشباب الحالم بعالم آخر يكسر فيه رتابة نظام الإنتماء التقليدي الرتيب ، التواق إلى اكتشاف عوالم أخرى اكثر انفتاحا وانصهارا وتنوعا.
غير أنه من الإنصاف تذكر أدوار لاشخاص قدموا للمعهد وطلابه خدمات غاية في الأهمية إلى جانب الأنشطة الفصلية الجدارية من توفير المأكل والمشرب والنظافة والأمن والدواء.
حيث لا تحصيل ولا استفادة ولا استمرارية للتعليم لطلبة مغتربين (اتلاميد ؤخطار) إذا درسوا ببطون جائعة وملابس رثة واجسام مريضة ..
يجب أن نتذكر هؤلاء الجنود المجهولين فدورهم لايقل أهمية عن دور الأساتذة مع اختلاف في الدور وتطابق في تحقيق الهدف وبقاء المعهد وحاضنته (بتلميت)عنوانا للعلم والكرم وحسن الضيافة (والستره في الخطار).
دائما ماينتزع صاحب الفكرة أو قائد المعركة أو شيخ المحظرة شرف النصر والفلاح والصلاح وطوبى له في ذلك لكن ذلك لا يجعلنا نغفل عن قصد أو عن غير قصد عن دور أولئك الكادحين الحاملين على أكتافهم سفينة النور وايصاله الى بر الأمان بأمان . ينبغي أن نربت على أكتافهم وندع لهم في صفحات التاريخ شطر كلمة من الشكر والتذكر والعرفان بالجميل...
سأذكر أسماء بعض اولئك الآباء والأمهات الشرفاء الأوفياء على سبيل المثال لا الحصر: محمد ول بلال ،الحسن ول الزيرك، مسعود ول آميجنات، سيدي ول ديون ، المبروك ول محمود، بلال ول امحيميد،منصوره منت بيجل،البيكه منت المعزوز،بركة منت مودي....والقائمة تطول
رحم الله من قضى منهم
نحبه وأطال بقاء من ينتظر..
# معا لإحياء معهد بتلميت
من صفحة المفتش الأديب بكين ول المبروك