-موقع الاستقلال- وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ
قد يبهر الحسن من حسناءَ ضرّتَها :: حتى تقولَ دميمٌ وجهُها كذبا
ذات شتاء بات رجل ورع عند قوم، وأصبح وقد أصابته جنابة، فاستيقظ عليه القوم غبشا وهو يغتسل بقراح الماء والماء بارد، فقال كبير القوم معلقا:
والله يذَ لمرابط ألَّ حاسْ ابْحِرْگَه امتينَ
حُرگة ُ د.إسحاق محمد الكنتي من تواصل ومن الإخوان حرگة شديدة، وفي كل مرة تكون كرّته على القوم كرة خاسرة.
وفي كل كرة تتكسر النصال على النصال.
مايمارسه الكنتي من نقد لحزب تواصل خاصة بعد مؤتمره الأخير، وانتخابه لقيادة جديدة في سُنة جديدة حميدة للتناوب أشاد بها المؤيد والمعارض، حتى لا نقول العدو قبل الصديق، ليس نقدا بل هو أقرب للتحامل منه للنقد العلمي الرصين، بل هو للإسفاف والسقوط أقرب إن لم يكن هو عينه، يصف القوم بأنهم قوم بهت وبأنهم وبأنهم، ويصف لسانه الكذب وكأن البطرون أغراه بهم إذ له انضوى.
الكنتي أبعد النجعة في ذم القوم، فانتقل من تواصل إلى تنظيم الإخوان المسلمين، وإلى الإسلام السياسي حتى خشينا أن يصل إلى الإسلام نفسه.
حزب تواصل حزب عريق منظم، له رؤية واضحة وبرنامج متكامل، ويؤوي خيرة من سياسيي ومثقفي المنتبذ القصي ما علمنا عليهم من سوء، قد نختلف معه وقد نتفق لكن لانملك في النهاية إلا أن نحترمه، لأنه فرض احترامه، فما الذي ينقمه منه الكنتي؟!
الكنتي في نجعته وهو يحمل بضاعته المزجاة، لم يسلم منه المرشدون بدءا بالإمام حسن البناء الذي قال إنه رسب في الابتدائية ولا ينبغي أن يكون إماما! وصولا إلى المرشد الحالي محمد بديع الذي ذمه بأنه طبيب بيطري.
إذا محاسنيَ اللاتي أُدِلُّ بها :: كانت ذنوبي فقل لي كيف اعتذر؟
أمران في الماضي كانا محل التّندر، شهادات ليبيا، ونتائج مباريات كرة القدم في آسيا، فتجد دكتورا متخرجا من ليبيا لا يكاد يبين إلا من رحم ربك، فقد كفاه ذكر القائد والكتاب الأخضر في ورقة الامتحان مؤونة الامتحان، وتجد مباراة بين منتخب البحرين وتايلاند نتيجتها خمسة عشر هدفا مقابل عشرة، فتحتار هل أنت أمام أهداف كرة قدم أم نقاط كرة سلة.
كتب الكنتي الكثير من المقالات عن القوم وفي نهاية كل مقال يكتب أن للقصة بقية، ثم لا تعدو البقية أن تكون إعادة لتهافت سابق.
الكنتي لم يتورع عن حشو مقلاته بالأراجيف والافتراء، حتى أنه لجأ إلى مقال لكاتب يساري مدعيا أنه من القوم، فجاءت فقرات الاستشهاد من المقال ضد الكنتي وعليه من حيث قدّر أنها له، بل أضرت بمصداقيته وأمانته العلمية المضروبة أصلا.
صاحب المقال الأصلي الذي نفشت فيه غنم الكنتي، لم يكن الفقير الصابر، بل تعقب مقاله، معيدا الفقرات المبتسرة إلى سياقها الأصلي في المقال الأم.
يصل الكنتي إلى ربع عزة ليعقل قلوصه المنهكة، لا ليبكي هناك ولكن ليغتاب ويبهت الرئيس الجديد لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) السيد محمد محمود ولد سيدي فيصف الرجل بأنه شبيه بمناضلي أمريكا اللاتينية الماركسيين.. كان فيه "شيء من نظارة تروتسكي ولحيته، فتى قصير القامة.. مهمل الهندام. إلى غير ذلك مما يبوله قلم الكنتي، ولست أذكره..
ويساءل الكنتي هل يستطيع الصمود أمام الإعصار القادم من الشرق، ورياح الجنوب الباردة، ويواصل العزف على العصبية المنتنة المنهيِ عنها.
لم يكن الكنتي في نقد القوم متكنتيا ولا مترزگيا
القوم ليسوا فوق النقد فكل من يتعاطى السياسة ويتصدر للشأن العام يكون غرضا للمرتمي وهدفا لسهام النقد
لكن شتان بين النقد والتجريح، والنصح والاستهداف. والحق والبهتان.
الكنتي في محاكمة القوم جمع بين الحشف وسوء الكيلة.
{ يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.
كتبتُ سابقا عن الكنتي ولم ألبث أن أغلق مارك حسابي، هذه شهادة حق ولا أبالي بعدها على أي جنب كان في الله مصرع هذا الحساب، أعينوني فقط بنشر هذا المنشور فإعادة نشره كتابة لا مشاركة خير وأبقى.
كامل الود