-موقع الاستقلال- شكرت المملكة الأسبانية موريتانيا لجهودها على صعيد مكافحة الهجرة غير الشرعية، وشبكات تهريب الأشخاص، ومكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، واتفق البلدان على أهمية مواصلة تعزيز وترقية علاقات التعاون بينهما في هذه المجالات.
ووصف البلدان في بيان مشترك بينهما اتفاق الهجرة الوافدة لعام 2003، واتفاق التعاون في مجال الأمن لعام 2015، بأنهما يشكلان أداتين فعالتين لاعتماد وتطوير آليات التعاون المستمر بين الأجهزة الأمنية للبلدين.
ودعت أسبانيا موريتانيا لمواصلة تبادل المعلومات، وتنظيم الدوريات المشتركة، وتطوير القدرات من أجل المعالجة المشتركة للقضايا الأمنية المشار إليها، التي تمثل أولوية بالنسبة لأجندة البلدين، وأعربت أسبانيا عن استعدادها لمواصلة دعمها له.
كما اتفقا على الحاجة إلى مواصلة تطوير مجالات التعاون بما يتجاوز تلك الموجودة بالفعل، لا سيما في مجال التعليم العالي والتكوين المهني والسلامة على الطرق والحماية المدنية، في إطار عملية التحديث التي تنفذها موريتانيا في هذه المجالات.
وهنأت أسبانيا موريتانيا على الجهود التي تبذلها في مكافحة الإرهاب والنموذج الذي تقدمه في مكافحة التطرف، مردفة أنها من خلال استقبالها لعلماء الدين من كل ربوع العالم الإسلامي، تكون قد وضعت استراتيجية شاملة أضحت بمثابة نموذج يحتذى في منطقة الساحل، وفي عالم يسعى إلى مد جسور التفاهم بين الحضارات.
واعتبرت أسبانيا أن مكانة موريتانيا في العالم الإسلامي، ومسيرتها الطويلة في التسامح، يمثلان رصيدا يقتضي الرعاية، وأعربت عن التزامها بالعمل مع موريتانيا من أجل توطيد التعاون القائم في هذا المجال.
كما وصف البلدان في البيان المشترك بينهما علاقات وزارتي دفاعهما بالممتازة، مذكرين بأنها تندرج في إطار اتفاقية التعاون الدفاعي لعام 1990، كما أن اللجان الثنائية المشتركة بينهما تعقد اجتماعاتها على أساس منتظم، وتشمل آليات التعاون بينهما، بناء القدرات والتكوين. ويندرج التعاون أيضا ضمن المبادرات متعددة الأطراف، مثل المشاركة في التمرينات المشتركة و تحضيرها.
كما اتفق البلدان على تكثيف التعاون التجاري والاستثماري، ورحبتا بعقد منتدى أعمال في إطار هذه الزيارة، مؤكدين وجود إمكانيات لتطوير التعاون في مختلف المجالات التي تهم البلدين، مثل الطاقة المتجددة والزراعة والثروة الحيوانية وصيد الأسماك وصناعة الأغذية الزراعية والصحة والنقل والبناء والبنية التحتية.
وفي الشأن المغاربي، أعرب البلدان عن قلقهما حيال أي تصعيد محتمل، وأكدا ضرورة تحقيق مزيد من الاندماج الإقليمي في المنطقة، وهو ما يتطلب منهما مزيدا من الجهود المشتركة من أجل دفع العمل.
كما سجلا التطابق الذي تتسم به مواقفهما بخصوص التحديات التي تواجه منطقة الساحل، بوصفها تشكل رهانا كبيرا بالنسبة إليهما. واتفقا على القيام بمزيد من الجهود من أجل التشاور في هذا الفضاء، وعبرت أسبانيا عن تقديرها للجهود التي تقوم بها موريتانيا لتحقيق الاستقرار في المنطقة، وأعادت تأكيد التزامها بمختلف المبادرات متعددة الأطراف لصالح دول مجموعة الساحل الخمس.
كما أعرب البلدان عن قلقهما إزاء تدهور الوضع الأمني في مالي، وانعكاساته على استقرار المنطقة، واتفقا على ضرورة دعم مالي في محاربة الإرهاب، كما أكدا التزامهما حيال استقرار مالي وتحقيق تنمية مستدامة فيها، وشددا على أهمية احترام الحكومة الانتقالية لالتزاماتها وتقديم جدول زمني لتنظيم الانتخابات العامة من أجل استعادة النظام الدستوري في البلاد.