-موقع الاستقلال- منذ يوم الأحد 5 سبتمبر دخلت غينيا كوناكري مرحلة جديدة من مسارها السياسي، إثر انقلاب القوات الخاصة على نظام الرئيس ألفا كوندي، بعد أقل من عام على توليه ولاية رئاسية ثالثة، اعتبرتها الأوساط المعارضة في البلاد انقلابا على الدستور.
وقد برز في هذا الانقلاب الذي يعد الثالث في البلاد منذ عام 1984، اسم المقدم مامادي دومبويا الذي كان يرأس تجمع القوات الخاصة، وهو وحدة من نخبة الجيش مدربة ومجهزة تم تأسيسها عام 2018.
ولم يكن دومبيا الذي يوصف بأنه "ضابط متمرس"، معروفا كثيرا لدى الغينيين قبل 2 اكتوبر 2018 الموافق للذكرى ال60 لاستقلال غينيا عن فرنسا، حيث قدم خلال عرض عسكري أمام الرئيس ألفا كوندي تجمع القوات الخاصة المشكل حينها.
تلقى دومبيا الذي ينتمي إلى نفس قومية ألفا كوندي "المالينكيه" معظم تدريباته خارج غينيا، فمن الفيلق الأجنبي والمدرسة الحربية في فرنسا، تلقى العسكري العنيد تدريبات في دول بينها إسرائيل والسنغال والغابون.
وينحدر الأربعيني مامادي من منطقة "كانكان" شرقي البلاد، يحمل الجنسية الفرنسية وهو أب لثلاثة أطفال من سيدة فرنسية، وحاصل على شهادة الماستر في الديناميات الدفاعية والصناعية من إحدى الجامعات الباريسية.
في بيان الانقلاب الذي تلاه مرتين، إحدهما عبر وسائل التواصل الاجتماعي والثانية عبر الإعلام الرسمي، اقتبس رجل غينيا القوي مقتطفا من بيان سابق للرئيس الغاني الأسبق الراحل جيري رولينغز حينما استولى على السلطة عبر انقلاب عسكري عام 1981، يقول فيه إنه "إذا كان الشعب قد سحق من قبل النخب، فإن الأمر متروك للجيش لمنح الشعب حريته".
ويتعهد صاحب النظارات الداكنة والقبعة الحمراء بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تتولى فترة انتقالية قبل تنظيم انتخابات جديدة، كما يعد بعدم ملاحقة السلطات السابقة، وباحترام التزامات بلاده الخارجية.
لكن كل ذلك لم يقنع بعد الأطراف الخارجية، فقد شهد انقلاب دومبيا ورفاقه تنديدا واسعا على المستويين الإقليمي والدولي، وتستعد المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا "إيكواس" لعقد قمة بأكرا، لتدارس الموقف من إزاحة الثمانيني كوندي عن السلطة بالقوة.