شاعر كبير يكتب: قراءة نقدية وترميم للنشيد (نشيد اتويزه)

ثلاثاء, 09/26/2017 - 09:04

-موقع الاستقلال-  كتب الشاعر الكبير، ومداح الرسول صلى الله عليه وسلم، المقيم بدولة الإمارات العربية المتحدة،  الأستاذ عبد الله ولدبونه الملقب " المصلي على الشفيع  عليه الصلاة والسلام"  قراءة نقدية  للنشيد الوطني الذي تم بالأمس تداول نسخته النهائية ، والتي لاقت استياء لافتا من طرف جماهير الشعر .. وقد أطق ولد بونه  على قراءته النقدية  عنوان :

قراءة نقدية وترميم للنشيد المدرسي (نشيد اتويزه)

بلاد الأباة الهداة الكرام
قصور في الأسلوب لغياب التذويت أي ربط السامع والمؤدي للنشيد بمحتواه
عن أي بلاد يتحدث صدر البيت هذا؟
فلو قلنا بلادي بلاد الأباة الكرام، لكان أنسب وأبلغ

وحصن الكتاب الذي لا يضام
هذا العجز يتنافر مع السياق قبله ويتنافر هو نفسه في الحقل الدلالي ؛ فالكتاب هنا كتاب الله وهو حصن الحصون كلها وليست هي حصنه والبنية هشة وبالغة التقليدية
فلو قلنا بلادي بلاد الأباة الكرام وشعب تعاهد أن لا يضام مثلا لتنساب السياق في الشطرين ولحملنا البيت معاني تحيل للوحدة الوطنية وتكاتف الشعب

أيا موريتان ربيع الوئام * وركن السماحة لغز السلام
هذاالبيت حشو ولاتناسب لفظي ولا سياقي ولا شاعري بين ألفاظه وحقله الدلالي مطلقا

سنحمي حماك ونحن فداك

هنا الفاء أكثر انسجاما مع المعاني فنحن فداك
وإن كان الشطر تقليديا جدا ومطروقا كثيرا ضمن الأناشيد المدرسية وأنا شيد المناسبات
* ونكسو رباك بلون الأمل
ويتنافر هذا الشطر مع سابقه معنى ومبنى فكيف تكون النتيجة بعد حماية الوطن وافتدائه مجرد أمل !
فلنرمم البيت مثلا
سنحمي حماك فنحن فداك
دمانا لعلياك زهو الحلل
فافتداء الوطن يعني التضحية من أجله ليظل وطن علا وعزة

أموت لتحيا بلا

شطر هزيل مبنى ومعنى
كيف ننتظر حتى يهدد الوطن ويضر للنداء وكيف نوظف لفظ أجل كتلبية لنداء الوطن!
فلنرمم الشطر بما يتناسب مع السياق قبله مثلا ..أموت لتحيا بلادي ..أجل

بدور سمائك لم تحجب * وشمس جبينك لم تغرب
بيت مقبول في السياق المرمم قبله وفيه شاعرية تقليدية تناب الأناشيد المدرسية للصفوف الابتدائية

نماك الأماجد من يعرب *
هنا أسلوب تقريري يهبط بالسياق الشاعري قبله
ولاحماس فيه ويفرغ العروبة من عزها الذي هو الإسلام ويحيل للطر ح القومي الضيق
فلو قلنا مثلا
هنا نشر النور من يعرب
هداة على هدي خير نبي

لإفريقيا المنبع الأعذب
وهذا الشطر لا يمثل قيمة شاعرية ولايؤدي ماقصد به فمقصد اتويزة منه الإشارة للموريتانيين من أصول غير عربية وذلك قصور وعي فقد جسدوا تمييزا غير مقصود بين أعراق الوطن ونحن شعب وحده هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولابد من التركيز على ذلك.
فلنبحث عن بيت آخر مناسب
هنا وحد الله شعبا أبيا
وأسلاف عز أبا عن أب

رضعنا لبان الندى والإبا*** سجايا حملن جنى طيبا
بيت فخر تقليدي لا يناسب مقصد النشيد في استفزاز وجداننا للتعلق بثوابت الوطن وهويته
فكان أنسب استحضار وحدتنا الوطنية كضرورة وثابت واستحضار عظمة الإسلام الذي وحدنا وأهمية الانتماء للإسلام وللوطن
فلنسبتدل البيت ببيت آخر
بلادي بلاد الهدى والتقى
وأسد الشرى بأسها يتقى
ونهري وبحري وبيض وسمر
همو سر عزي ومجدي وفخر
أنا اللحن في همهمات النخيل
وحمحمة الخيل رعد الصهيل
أنا الفجر في قسمات الرمال
وليل عدوي طويل طويل

سقينا عدوك صايا ومرا * فما نال نزلا ولا مستقرا
هذا بيت لاقيمة له في الشاعرية والسياق

قفونا الرسول بنهج سما * إلى سدرة المجد فوق السما
بيت مقصده عظيم ولغته هشة وروابطه مفككة
صلى الله وسلم على سيدنا رسول الله

حجزنا الثريا لنا سلما * رسمنا هنالك حد الحمى
لغة الفنادق والرحلات لاتناسب هنا
فللمجد ثمن وللوطنية استحقاق وللأناشيد لغة ومقاصد
وتكرار الفخر بلغة هشة وشاعرية ضبابية أمور لا تصنع نشيد وطن ولا تستطيع سحب البساط من علياء كلمات نشيد الشيخ باب ولد الشيخ سيديا رحمه الله ؛ الذي جسد الإيمان وعمق الانتماء للإسلام وللوطن قبل أن يرسم ذلك بالكلمات.
ولو رممنا نشيد اتويزة بكل موسوعة البلاغة والبيان وعلوم الأساليب لظل نشيد مدرسيا لا طاقة له بمطاولة كن للإله ناصرا
فذلك النص يكتنز مالا تحيط به دراسات النقد بكل مشاربها

عبد الله ولد بونه الملقب  المصلي على الشفيع عليه الصلاة والسلام