
-موقع الاستقلال- محمد ولد عبد العزيز، ثاني رئيس موريتاني يدخل تاريخنا السياسي من بابه شبه المغلق، اقول (شبه المغلق) لقلة من يدخلون منه رغم ما يناهز العشرة من الرؤساء، ثم للدلالة على أننا في زمن سياسي لم يعد يعرف معنى للصدق والأمانة في ادارة الحق العام ولا إيثارا ولا نزاهة ولا عدلا لعباد الله في أرضه قبل الحركة التصحيحية مع أبناء موريتانيا البررة، (المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية) ولأنها حركة رائدة بدأت بارساء قيم جديدة في المنظومة الديمقراطية للموريتانيين من بين أهمها :
* تحقيق هيبة الدولة من خلال محاسبة المفسدين وسراق المال العام، ومما لا جدال فيه هو تقديم مسؤولين كبار وذوو مكانة اجتماعية مرموقة للمحاسبة في ذات المسعى واعتبر كثيرون من ذلك.
* تنفيذ مبدإ الإنتقال والتداول السلمي للسلطة لأول مرة في بلادنا، والتي سميت من طرف الكثيرين ببلاد الانقلابيين، إذ ها نحن اليوم نفخر بثاني رئيس للجمهورية يعلنها في الأحاديث الصحفية وفي المهرجانات والمسيرات طوال عامين او يزيد (لا اريد مأمورية ثالثة ولا رابعة ولا اقل من ذلك ولا أكثر)، رغم المطالبات الواسعة التي رأت في بقاء الرجل ضمانا لاستمرار المسيرة التنموية الرائدة رغم تشكيك المشككين وذوي الأغراض (......) .
لست في حاجة لأقول إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه، لا يكفي لنستلهم ونستحضر تجربته العظيمة في الحكم والعدل والانصاف والإيثار وكل تلك القيم النبيلة الرائعة، اقول، لا يمكن استحضار كل ذلك اليوم وترجمته في رؤية سياسية قابلة للتطبيق لعلاج اوجاعنا ولا لحل قضايانا اليوم، ليس لأننا لا نثق في انفسنا ولا لعدم ادراكنا بأهمية تحقيق ذلك، وليس لأن الفاروق عمر مات رضي الله عنه وارضاه، بل ببساطة لأنه ليس من بيننا عمر وليس من بين مجتمعاتنا اليوم مجتمع عمر. وللقارئ الكريم ان يبحث اوجه المشترك بين العصرين ونوع المشكلات والظروف وبعدها يحكم.
من ذلك اردت فقط ان اعبر، تطفلا مني، عن تصوري المتواضع، رغم انني لست من اهل الإختصاص، فأقول إن من دواعي الموضوعية ان نرى الأمور بتفاصيلها وأن نحتفظ دائما بمساحة للخطأ وأن نفهم ان موريتانيا في احسن ازمنتها، أنجز الكثير في ظل القيادة الرشيدة لمشروع الحركة التصحيحية منذو استلامها زمام السلطة بقيادة رئيسنا وقائد مسيرتنا المظفرة محمد ولد عبد العزيز، ويكفينا عزاء في انتهاء وظائفه رئيسا أن حامل مشعل مشروعه الذي اختط طريقه بنفسه سيكون في يد أمينة مع مرشح الإجماع الوطني ومرشح حزبنا حزب الإتحاد من اجل الجمهورية، وزير دفاعنا السابق محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الغزواني. ورغم قليل معرفتنا بالرجل الرئيس المقبل، ان شاء الله، إلا أنه استطاع من خلال كلمته في حفل الترشح وكلماته في مختلف مقاطعات الوطن أن يقدم لنا جانبا مضيئا من الخلق الرفيع والإحساس المسؤول بقضايانا الوطنية الكبرى الى جانب ثقتنا بمشروعنا المتمثل بمؤسسة حزبنا حزب الإتحاد من أجل الجمهورية والأحزاب الوطنية الأخرى والقوي الحية في المجتمع وقناعتنا الراسخة بحسن اختيارهم فإننا نؤكد بأننا ماضون بإذن الله وقوته مع خياره الميمون ونباركه ونتمنى له التوفيق في خوض استحقاق رئاسة الجمهورية.