لماذا وزير التوجيه الإسلامي؟

سبت, 09/02/2017 - 14:30

-موقع الاستقلال- عرفته كمعظم الموريتانيين من خلال شاشة التلفزيون الوطني او الإذاعة الوطنية فقيها شابا خلوقا أنيقا  في مظهره متمكنا من اللغة حافظا لأمهات الكتب الفقهية المالكية  وفد سطع نجمه سريعا وفرض نفسه على الساحة الامر الذيجعل رئيس الجمهورية يعينه مستشاره الديني ،قابلت المعني اول مرة صدفة اثناء السعي بين الصفا والمروة وهو بصحبة الرئيس اثناء تأديته لفريضة الحج وكان يردد كلمات بصوت منخفض ولكنها مسموعة من طرف الرئيس الذي كان قريبا منه اثناء السعي في مشهد يدل على ثقته فيه وتقديره له ولا ادل على ذلك من اختياره وزيرا للتوجيه الاسلامي وهنا اتيحت لي عدة فرص للاحتكاك بالمعني ومراقبته عن قرب ومقارنته ببعض الوزراء ممن س

بقوه لهذا القطاع الوزاري المهم وخاصة في مواسيم الحج  ومن ضمنهم هذا الموسم ولم الاحظ على هذا الوزير الفقيه الا حسن الخلق والتواضع والابتسامة في وجه كل من يقابله  ,يدير بنفسه خلية الحج ويتواصل معها على مدار الساعة يتابع اخبار الحجاج ويوجه تلك الخلية التابعة لقطاعه من اجل تسهيل امورهم ومساعدتهم على تأدية مناسكهم  وقد شهد القطاع في عهده انشاء إدارة مكلفة بالحج ظلت تشكل مطلبا أساسيا من اجل ضبط الامور والتنسيق مع الجهات المختصة بشكل جيد كما هو الشآن بالنسبة للعديد من الدول الاسلامية ، وقد سعى الوزير الفقيه جاهدا في تنظيم القطاع بشكل افضل باعتباره من اهم القطاعات وأكثرها ارتباطا بالمواطنين ولست هنا بصدد تناول تلك القفزة النوعية التي شهدها القطاع و قطاع الحج خصوصا بعد ان مر بسنين سوداء يعرفها كل من اتيحت له فرصة اداء فريضة الحج في الماضي ولان لكل نجاح ضريبة بدأ المعني يتعرض  لهجوم شرس وممنهج  تنخفض وتعلو وتيرته تبعا لرغبة تلك الايادي الخفية التي تقف خلف تلك الحملات الظالمة فتارة يوصف الوزير الفقيه باكل المال الحرام بشرائه قصرا فاخرا بعشرات الملايين من الأوقية وتارة بالاستيلاء على مخصصات المساجد والمعونات الرمضانية ومرة بالانتقائية والزبونية  في توظيف مقربين منه وتارة بالثراءعلى حساب الحجاج وعدم العناية بهم والإقامة في فنادق فاخرة بينما الحجاج في مساكن مزرية متكدسين بعيدا عن المشاعر وفِي غياب حافلات نقل مكيفة بل وصل الامر الى ترك بعض الأفواج تبيت في العراء في مكة  وتستمر تلك الاسطوانة المشروخة لتضاف تهم جديدة للوزير الفقيه ولمدير الحج بالوقوف وراء حادثة مؤسفة تعرضت لها نسوة من المقيمات ليوصف المعني ومديره بكل الاوصاف التي لا تراعي حرمة ولا تمت بصلة لقيمنا الاسلامية .

 لم يعد خفيا ان وراء الحملة التي يتعرض لها الوزير الفقيه بعض ممن حرمهم المعني  من بعض الامتيازات الغير مبررة التي كانوا يحصلون عليها من خلال تكليفهم سابقا بالاشراف على الحج بالاضافة الى بعض العناصر في القطاع التي ترى في كل إصلاح تهميشا لها وهي التي تعودت على احتواء الوزراء بشكل لا يستطيعون معه التصرف دون مشورتهم وهذا ما تمرد عليه الوزير الفقيه بفرضه لرؤيته الإصلاحية للقطاع وصموده في وجه مختلف طرق فساد وإفساد قطاعه من طرف تلك الزمرة التي ظلت كالسوسة تنخر في جسد هذا القطاع الذي يفترض ان يكون فوق كل الشبهات

لكل مسؤول مهما كان مقامه أخطاؤه والتي يمكن تناولها بكل حرية ولكن ضمن ضوابط ومعايير موضوعية وهو اول المستفيدين من معرفتها لتحسين أدائه ولكن ما نشده بالنسبة لهذا الوزير الفقيه ياخذ مسارا مغايرا ولا يخضع  الا لضوابط حددتها سلفا نفوس مريضة حاقدة تهدف الى الإطاحة بهذا الوزير الشاب الفقيه وإعادة القطاع الى سابق عهده البائس مستعملين طريقة معروفة لدى الدوائر الخبيثة وهي شوه شوه شوه دون توقف .

لا تربطني بالمعني صداقةولا قرابة ولست ناطقا باسمه ولم يكلفني بالدفاع عنه ولكنها الحمية للحق فليس من العدل ان نسكت ونشارك تلك الايادي الخفية الوسخة في حملتها الغير مبررة على المعني وتركها تنشر أكاذيبها دون زجر او ردع او تصدي و ًلست شيطانا اخرس لمشاركتهم في جرمهم لذا سأتحدث عن بعض الجوانب التي تناولها ا اؤلائك الادعياء في ما يخص عملية الحج وعلاقة المعني بالحجاج لأنني كنت شهادا بحيث أستطيع ان اجزم بان المعني لا يسكن في فنادق فاخرة ولا يتخذ لنفسه بطانة سيئة تعبث باموال الحجاج فالمعني ملم بشكل دقيق بظروف الحجاج ويتواجد معهم خطوة خطوة في مختلف مراحل اداء تلك الشعيرة ولديه طاقم يشرف بشكل مباشر على الحجاج كما تفعل معظم الدول الاسلامية اذ ليس من المنطقي ان يكون المسؤول الاول هو الذي يشرف بنفسه على العملية وإلا فما فائدة استحداث إدارة متخصصة وتواجد مؤطرين مرافقين ضمن البعثة  .

ليس من الانصاف ولا من العدل التحامل على هذا الوزير الشاب الفقيه وتحميله كل نقص قد يحدث بسبب صعوبة ضبط الامور والتحكم في بعض المسلكيات لدى حجاجنا بسبب البداوة والتقدم في السن والتعود على نمط  معين من الحياة  يختلف تماما مع ما تفرضه اللوائح والنظم القانونية للبلد المضيف.

 لا يمكن لأية بعثة حج  ان تترك حجاجها يبيتون خارج سكنهم الرسمي او يحتلون الطرقات او الشوارع الفرعية لان وزارة الحج ستتدخل بسرعة وتعمل على إيجاد سكن بديل لهم وإنزال عقوبات وغرامات قاسية بحق المقصر او المتسبب في ذلك ،كما لا يمكن لأية بعثة مهما كان شأنها ان لا توفر باصات لنقل  حجاجها او عدم التكفل بتوفير المعيشة لهم ايّام التشريق ،حيث تفرض السلطات المختصة توقيع مختلف تلك العقود فبل منح أية تاشرة .

واحقاقا لأحقق لا يمكن للوزير الشاب الفقيه مخالفة تلك اللوائح ولا يملك أية آلية لمخالفتها والجهات المختصة لديها  فرق ميدانية تفتش وتقيم اداء كل بعثة وتزور أماكن تواجد الحجاج وتستمع لهم دون وسيط خلال مختلف مراحل العملية .

كلما رأيت الوزير نائما بيننا او يتناول طعامه معنا او في الطابور ينتظر دوره امام الحمامات او يسير عدة كيلومترات على رجليه معنا دون سيارة خاصة او أبهة رفقة الفقيه المستشار احمد ولد النيني وبعض الحجاج ازددت حسرة وألما لما يتعرض له  المعني من افتراء وتشهير ظالمين بل لازالت بعض تلك المشاهد ماثلة امامي وانا اتذكر  المعني طريحا من التعب بالامس في عرفة وليلة البارحة وحتى فجر اليوم بين مزدلفة ومنى وهو محشور معنا في باص او سيره على رجليه مسافات طويلة في جو حار والعرق يتصبب منه ورغم ذلك لا يظهر على المعني تذمر بل يبتسم في وجه الجميع بلباقة ووقار وحسن خلق  وتلك لعمري لخصال نبيلة حباه الله بها .

اليوم اكتب شهادتي في حق المعني وانا قرب بيت الله الحرام بعد ان من الله علي باداء فريضة الحج والوقوف صمن ضيوف الرحمن بعرفة سائلا المولى عز وجل حجا مبرورا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا وراجيا كذلك ان أكون بهذه الشهادة قد ساهمت في إنصاف ذلك الوزير الشاب الفقيه ونصرته ضد المشهرين به ظلما وعدوانا وان يبادر اصحاب الاقلام النظيفة الى نصرة آلمعني والرد بقوة على كل من يقف وراء تلك الحملات القذرة الموجهة ضده

والله من وراء القصد

سيدي محمد محمد الشيخ

مكة المكرمة