-موقع الاستقلال-
رغم الظروف المزرية التي تعيشها إذاعة موريتانيا في عهد عبد الله ولد احمد دامو، بدءً بالعزف على قيثارة المديونية، مرورا بالتضييق على الصحفيين المتميزين - بشهادة المسؤولين المباشرين- وصولا إلى تقليص رواتب العمال بشكل يدعو للرأفة والشفقة،
اضطر ولد احمد دامو إلى اللجوء إلى بعض المواقع الإخبارية بغية تلميع صورته المشوهة ، ومحاولة يائسة - منه - للتغطية على وضعية الإذاعة المزرية، التي صارت حديث الساعة في جميع أروقة الإذاعة، وفي أغلب مكاتبها، ولاينبئك مثلُ خبير..
فقد خدمتُ الإذاعة ست سنوات،ولله الحمد، وماعرفني الزملاء متحاملا، ولا أفاكا، ولاكذابا، ولا "صفاقا" .
ولوكانت ثمة حسنة إدارية واحدة في المدير الحالي للإذاعة لأفصحت عنها .. لكنني أحبذ الصراحة، والصدع بالحق، وأمقت الكذب، والجبن، والسكوت على الظلم. لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، والناطق بالباطل شيطان ناطق.
فمن قال إنه لايوجد في عمال الإذاعة من تأثر في عهد المدير الحالي.. فهو أعمى البصر والبصيرة، حيث لم يسلم من تقليص الرواتب سوى المقربين من ولد احمد دامو، فكل عامل "بسيط" في الإذاعة، تم خصم نسبة من راتبه، فكيف لمن لسان حاله "هل من مزيد" أن لا يتأثر بتقليص راتبه؟ وكيف لمن لم يتقاضَ أوقية منذ مجيئ المدير الحالي أن لايكون متأثرا ؟ (وخذوني نموذجا، رفقة عشرة من الزملاء ،لايزالون يرجون ما لاطمع فيه).
فالإذاعة ليست هيئة خيرية أتشرف بالتطوع للعمل فيها رغبة في الأجر. (وإن كانت " فيها الأجر" نظرا لمأساوية وضعيتها الحالية )، كما أني لست مرغما على تقديم معلوماتي الأدبية المتواضعة مجانا لمستمعي ولد احمد دامو، أو وُشاتِه.
فهيهات .. هيهات لمستشار الشجرة - ومن على شاكلته - أن يحجبوا الحقيقة عن الرأي العام :
فما يعوق ضياء الشمس إن سطعت == غيم على جنبات الشمس يزدحم
وأما ادعاء إصلاح الإذاعة بصون المال، فمردود .. مردود.. مردود. اللهم إذا كان صون المال يعني إخفاءه بعيدا عن عيون العمال، والتظاهر لهم بالإفلاس!!
وختاما أود أن أذكر - من يمُنّ عليّ صفتي "الأدبية"، ويعيرني بعدم التغاضي عن تصرفات" الأديب" ولد احمد دامو- أنني لازلت أديبا كما كنت. لكنني أسير في "الأدب" على خطى ابن كلثوم عند قوله في معلقته السائرة :
ألا لايجهلنْ أحدٌ علينا == فنجهلَ فوق جهل الجاهلينا
محمد الأمين أحمددي/ صحفي، ومقدم برامج أدبية في إذاعة موريتانيا