-موقع الاستقلال-
رغم الصعوبات التي أعاني منها بسبب عدم تعودي على الكتابة بالقلم و الورقة، إلا أنني قررت الاستمرار في الكتابة حتى لا يتنفس المفسدون في قطاع الصحة الصعداء أثناء مقامي في السجن التحكمي الذي أودعني إياه نائب وكيل الجمهورية بعد تغيير بعض اقوالي وذلك كما يلي…في الحقيقة سأتعرض في هذا المقال إلى ثلاث نقاط و هي : أولا تغيير أقوالي عند النيابة و ثانيا فحوى شكاية الامين العام، وثالثا حقيقة ماجرى في مكتب الأمين العام كما روي من جميع الأطراف.
أولا تحقيق النيابة: و أكتفي هنا بمحاولة التزوير الواضحة و الكبيرة والتي غيرت المعنى و المضمون بشكل واضح و التي اكتشفها محامي الدفاع عني، و احتج أي المحام بقوة أمام نائب الوكيل على ذلك التغيير و التبديل، وأصر على تغييره من جديد. وذلك عندما استبدل نائب الوكيل كلمة فوق بكلمة أمام في الجملة التالية: (لقد هاجمني الامين العام وقد كان واقفا فوق مكتبه وقد دخل عليه الشهود و يشهدون على ذلك.) فقام نائب الوكيل بتغيير معنى الجملة زورا وبهتانا لتصبح (لقد هاجمني الأمين العام وقد كان واقفا أمام طاولة مكتبه.) و الوثيقة الشاهدة على التزوير و التبديل موجودة بحمد الله تعالى….
ثانيا شكاية الأمين العام أو الوزارة:
وتتكون هذه الشكاية من كذبتين كبيرتين…الفرية الكبيرة الأولى: وتقول هذه الفرية بالحرف الواحد بأنني “دخلت على الأمين العام في مكتبه محتجا على تحويل أعتبره تعسفيا و صفعته على الوجه حتى تكسر زجاج نظاراته و بعد الصفعة خاطبته “بعد خروجي من السجن سوف اقتلك”… و الدليلان الواضحان على اختلاق هذه الفرية الكبيرة هما، أولا إن الأمين العام لايحق له أن يحولني، و تحويلي ليس من صلاحياته لأنني أنا طبيب رئيس لمقاطعة و تحويلي من صلاحيات الوزير فقط… ولذلك ليس هناك أي مبرر لا للقتل و لا للصفع المزعومين…ثانيا كيف لصفعة تسببت في كسر زجاج نظارات على العين مباشرة، كيف لهذه الصفعة أن لاتترك أثرا على الوجه أو العين، و كيف لهذا الزجاج المتكسر و المتطاير أن لا يترك أثرا هو الآخر (ما أمتن هذا الوجه، و ما أمتن تلك العين)… و أنا أأكد هنا بأنني لو شاء الله وضربت باب مكتبه أو طاولة مكتبه او مكتبا آخر لبقي آثار أصابعي على ذلك الخشب فتبارك الله رب العالمين… لذلك فكلام الامين العام كله كذب و تزوير مثل شهاداته العلمية و سيرته الذاتية المزورة و التي عين بها على وزارتنا و التي يتحدث الجميع عن تزويرها…
الفرية الثانية في الشكوى: و هي أنني عندي سوابق في “ألاك.” و مع الوزير “با حسين” وهذه الفرية أهون من بيت العنكبوت و أهون من أختها السابقة، بحيث أنني في المحاكمة تحديت وزارة الصحة أمام القاضي ممثلة بمحاميها الحاضر حينها أن يأتي بكلمة واحدة تشفع لهذه الفرية و القذف وخاصة أن أرشيف الوزارة مفتوح أمام ذلك المحامي على مصراعيه.. و أعلنتها أمام المحكمة و أمام محامي الوزارة أن فترتي في ألاك و الوزير با حسين هي أكثر فترة اتشرف بها، لما قدمته لوطني خلال تلك الفترة…ولذلك أقول للأمين العام و للوزارة، هذه فقط البداية استعدوا فمازالت هناك جولات و جولات تتبعها جولات،في المحاكم و خارج المحاكم، فقد فتحتم على أنفسكم بابا لن تتمكنوا من إغلاقه أبدا أبدا.. والأيام بيننا، يا من أبوابكم بل كل بيوتكم من
زجاح….
ما حقيقة ما جرى في مكتب الأمين العام؟؟….
و للإجابة على هذا السؤال هناك ثلاث روايات للحادثة رواية الأمين العام.. ورواية الشاهدين . .. والرواية الثالثة هي روايتي… وسوف أنقل إليكم الروايات الثلاث حرفيا بدون زيادة او النقصان. ..
الرواية الأولى:
رواية الأمين العام حيث يقول بالحرف الواحد حسب ما كتب في شكايته: دخل علي المعتدي محتجا على ما يعتبره تحويلا تعسفيا و خاطبني انت تريد أن تقطع رزقي و صفعني على الوجه حتى تكسرت نظاراتي ثم قال إنه عندما يخرج من السجن سوف يقتلني…إنتهى كلام الأمين العام…ملاحظة ( هذا التصريح وهذه الشكاية كتبت وانا في السجن حيث أن الواقعة يوم الثلاثاء و شكاية الأمين العام كتبت يوم الاربعاء)…
الرواية الثانية :
وهي رواية الشهود، هناك شاهدان على الحادثة وهما كاتبة الأمين العام و الشرطي الذي يرافق وزير الصحة…و أنوه هنا بانني انا من طلب شهادتهما وذلك بعد مثولي أمام وكيل النيابة… رغم أنني أعلم علم اليقين أنهما يعملان عند الخصم و سوف يعطيهم الأذن للإدلاء بشهادتهما أو يمنعهما كما يشاء، إلا أنني أيضا أعلم علم اليقين أن أي منهما قرر أن يقول كلمة حق ولو كلمة واحدة، سوف تكون تلك الكلمة في صالحي لذلك طلبت استجوابهما….حيث تقول الكاتبة أنني دخلت خلفها على الأمين العام وقال أمامها انه لا يعرفني ثم تقول أنني جلست و عرفته على نفسي… ثم خرجت و بعد خروجها سمعت ضجيجا بيننا على حد وصفها… (في الحقيقة هي لم تسمع سوى صراخ الأمين العام أثناء ثنائه على نفسه وقبيلته وشتمه لي و لقبيلتي..)…ثم تقول أي الكاتبة بأنها دخلت مسرعة فوجدتنا نتشاجر…( فعلا و جدت سيدها واقفا فوق طاولة مكتبه يصرخ و يرتعد من شدة الجبن و ينثر اوراق و دفاتر مكتبه هنا وهناك كالمجنون )..حيث استدعت الشرطي…. أما شهادة الشرطي فكانت متزنة جدا حيث صرح بأنه دخل علينا فوجدنا نتشاجر و وجد الأمين العام واقفا فوق المكتب فطلب مني الخروج معه ففعلت… ومن شهادة الشهود يتضح أن الأمر يتعلق باعتداء علي أنا شخصيا، أو في حالة الميول إلى جانب الأمين العام كما فعلت كاتبته حيث قالت إنه شجار بين اثنين و لم تقل انه اعتداء على ولي نعمتها…
المصدر الثالث و هو انا:
فأقول هذه حقيقة ماحدث في مكتب الأمين العام لوزارة الصحة
أثناء مقامي عند شرطة تفرغ زينة أربعة. طلب مني الزملاء الزوار من نقابيين و غيرهم و كذلك الزملاء في الفيس و الوات أن أكتب مقالا أطلعهم فيه على تفاصيل ما حدث في مكتب الأمين العام، و بسبب سيل الرسائل الودية القادمة إلي من عند الأمين العام، و احترامي الشديد لحاملي تلك الرسائل الودية و التي توحي في مجملها على ندمه على الألفاظ البذيئة و تصرفه الهمجي الذي تعرضت له داخل مكتبه…و لكن الآن وقد نفى محاميه كل ذلك جملة و تفصيلا وبعد تقدمه بشكاية، كل محتواها كذب في كذب مثل شهاداته العلمية المزورة، فإنني أقول: بعد ما علمت بالتحويل توجهت إلى وزارة الصحة من أجل لقاء الوزير، وبعد. ما وصلت إلى الوزارة و علمت أن الوزير في اجتماع، ارتأيت أن اتوجه إلى مكتب الأمين العام لأخذ بعض المعلومات منه ريثما ينتهي اجتماع الوزير لأدخل عليه لمناقشة اسباب التحويل، ولما دخلت عليه مع كاتبته قال لها أمامي بأنه لا يعرفني، فهمت أن ذلك استفزاز موجه لي( بسبب المقالات التي أكتب من حين لآخر عن الفساد في قطاع الصحة) و تغافلت عنه، و جلست و عرفته على نفسي رغم أني اعرف وكما يعرف جميع عمال الصحة انه يعرفني أكثر من ما يعرف أبناءه،وعندما سألته إن كان عرف من الوزير سبب تحويل… فانفجر صارخا في وجهي واقفا وقائلا وبدون مقدمات” أنا لا أسرق ولست من جماعة تسرق انا فلان بن فلان تكررت على الأقل خمس مرات و شكر نفسه و شكر قبيلته، ومضى يهذي أنا امينك العام و انا سيدك ورئيسك، قصبا عنك، بصوت عال وبلغة استفزاز وتحد مع لعابه الذي يتطاير… حتى سكرتيرته صرحت انها سمعت ضجيجه وصراخه…فغضبت انا بدوري وقلت له بالحرف الواحد، من انت، أنا لا أراك و لا أرى من تفتخر بهم. وكلكم مجتمين لا تملؤو عيني، يا جاهل … فازداد هيجانا وغضبا وصراخا، اخرج اخرج من مكتبي، من انت و من تكون، وشتمني و شتم قبيلتي،عندها تفاعلت مع كلامه… فقفز فوق المكتب كالقرد يصرخ و يهذي أخرج أخرج من مكتبي، محاولا ضربي برجله، فرددت له الصاع صاعين و الضربة ضربتين ، فتوقف واقفا فوق مكتبه عن هجومه الفاشل و الجبان فكان كل جسمه يرتعش من شدة الجبن و الخوف وهو يقول ” اتكايس حانين دكتور ذ ماه بين” ( كان يظن أن صراخه و قفزه فوق المكتب سيخيفني و سوف انسحب وأخرج من مكتبه هاربا)…فتوقفت انا طبعا عند توقفه عن الهجوم علي لانني كنت في حالة دفاع فقط…و دخلت كاتبته فوجدته واقفا فوق مكتبه، يهذي و يرتعش، بدء أمامها يضرب دفاتر و أوراق المكتب برجليه يمنة و يسرة،فهمت فيما بعد بأنه أراد بذلك أن يبدو المكتب وكأنه ساحة قتال…ثم دخل الشرطي مرافق الوزير فوجده مازال واقفا فوق المكتب يرقص و يهذي و يرتعش… فطلب مني أنا الخروج معه فخرجت و أنا مصدوم من مفاجأة هذا الفلم سيء الإخراج…..
بقلم الدكتور محمد ولد أممد